في 24 أفريل 1881 دخل 30 ألف جندي فرنسي لتراب التونسي دون إعلام السلطات المحلية، عبر جبل خمير، لتأديب قبيلة خمير التونسية التي دخلت في مواجهات دموية مع قبيلة نهد الجزائرية. تواصل المد الفرنسي إلى الكاف، بقيادة الجنرال لوجيروا و أسقط العلم و الكرامة التونسية في التراب، و ركز على قلاع المدينة علم الجمهورية الثالثة الرومية. ليتواصل القذف الفرنسي في مهابل تونس، إلى ماطر و بنزرت ( أوائل شهر ماي ) عبر بواخر حربية بقيادة الجنرال #برايار و دعم من طبرقة و قد حصل تطويق المدينة.
دون أن يحرك الحاكم المسلم التونسي سكينته فلم يعترض الفرنسيين في طريقهم لا عريف و لا حتى رقيب ... بل إعترضهم العزل و الضعفاء، فدهسهم و أبادهم رغم محاولتهم في الدفاع عن الأرض و العرض و الدين. فمن المخجل أن يحكم العربي المسلم من قبل رومي كافر .
فأعتقدوا أن مواجهة الإمبراطورية الفرنسية المجهزة بالمدافع الفولاذية، ستكون عبر الخيال و الفرسان و البنادق المهترية و بالكثير و الكثير و الكثير من الدعاء و التضرع و الإبتهالات الروحية. لكنهم إكتشفوا أشياء كالبوارج و الغواصات مثلت رصاصة رحمة أجهضت شجاعتهم الروحانية.
مثل ذالك الباي البئيس الذي راسل الباب العالي ( تركيا )، من أجل التدخل لفائدة الشعب التونسي المهزوم و المظلوم، و لكن كل الدول تخلت على تونس و تركتها أمام حرب غير متكافئة و غادرة. فتوجه الباي إلى الأولياء الصالحين لعلهم يجدون له طريق الخلاص من شبح فرنسا... ( فماذا فعلوا ؟؟؟ )
حتى مدينة الأغالبة أول مدينة إسلامية في إفريقيا دخل لها الجنرال إيتيان دون مقاومة بل فتح باب الخوخة دون مواجهة و رفع فوقه راية بيضاء دليل على خنوعهم و خضوعهم للمستعمر . ودخل الجند إلى القيروان رمز الإسلام كما دخل الصليبيون لبيت المقدس و لكن دون دماء و بدون شرف.