الثانية هي يوم التخرج من الجامعة الثالثة وظيفة مهنية تأمن على مستقبلك الرابعة زواجك بمن تحب أما الفرحة الأولى هي النجاح في الباكالوريا.
تعتبر الباكالوريا عملية حصاد لعمليات من الجهود و الكفاح و المكابدة و من الزرع و الغرس و البذر دامت 18 سنة أي منذ ان طرق المخاض بطن أمك. فخاتمة و بلوغ 18 سنة دون شهادة البلكالوريا تعتبر إخفاق في الربع الأول لعمر الإنسان لأن داخل مجتمعنا المتخلف و التائه، يربطون العقلية و المستقبل بتعليم شبه أكاديمي هش حسب أهوائهم و نخبهم الزائفة و مناهجهم و كتبهم و كتاباتهم و تقنياتهم و قهرهم و إضراباتهم طيلة السنة ليقومون بإعدام الإبداع و الحلم داخلك منذ نعومة أظافرك.
فتحديد مستقبلك هو رهينة سؤال و جواب و كأنك في محكمة السماء و لنقل و لنفترض انك من المتميزين و العباقرة فماذا نحن فاعلون إن تسلطت عليك قوة إلاهية برفع و نزع معلومات الفروض في تلك الساعات و الأمثلة عديدة لتصبح الباكالوريا عقدة و لغز و مشكل يستعصي حله و فك شفرته لسنوات و سنوات ؟ لينتهي بها المطاف بالزوج من أجل إخفاء و سد نقص و ينتهي به المطاف بين الأنهج و شوارع و الشارع فن من الممكن أن يرفعك للسماء و من الممكن أن يضعك في السجون. لنقل مبروك لمن حالفهم الحظ لأن الباكلوريا 20% عمل و 40% تحظير نفسي و 40% حظ. فماذا انتم فاعلون ؟
منكم من سيكون طريقه الهجرة لتعلم و لدمغجة عقليته من جديد عبر ثقافة المجتمع المستقبل ليغترب عن وطنه الأصلي و كأنه فهم اللعبة منذ البداية و علم أنه داخل نار جهنم يكتوي منها كلما أراد التقدم ليرحل و ليصبح المجتمع الجديد هو حضن الأم الحنون. و ربما يعود لنا ليحكمنا بعد 20 سنة عبر مؤسسات الدولة من أجل الثأر لطفولته الساذجة و الخجولة و الخسيسة التي تميزت بأمراض نفسية دفنها داخله و إحتواها و من ثم قام بعلاجها وقتيا من خلال النجاح في الباكلوريا.
لا أحتاج لإحصائيات و لا لتحليل و لا حتى لنظريات و درسات أكاد أجزم و أقر أن المتفوقين في الدراسة بدرجة ممتاز هم يعانون من أمراض نفسية قاهرة و قاتلة يقف وعيهم خجول أمام عالمهم السري و لنا في الحديث بقية . منهم من سيتكأ كالعادة على ثروة أبيه بعد أن إتكأ عليها و كنت له سند في الحصول على شهادة الباكلوريا بعد دروس تكميلية ثمنها يساوي دخل موظف رفيع المستوى لمدة عام كامل حيث تم إدخال شفرة الباكلوريا عنوة عن غبائه أو عن طريق تقنيات الغش الحديثة.
سيتوجه ذالك الأرستقراطي لجامعات خاصة بمقابل أموال طائلة يتمدرس في رحابها بتقنيات و بمناهج علمية متطورة و مثالية متوازية و متناسق و متماشية مع التطور البشري و المجتمعاتي و المستقبلي ، ليعمق التفاوت الإجتماعي بين الطبقات.
و خاصة عدم تكافئ الفرص بين ولد بوه و بين إبن الخماس بين ولد أموا و بين إبن الحنانا بين إبن فلان و بين إبن الضلف ليسلط العنف الناعم على ذالك الفقير البائس من الحياة المتسول لمهنة يحفظ بها وجوده في هذه البسيطة و لكن هيهات فأموال الأرستقراطي إفتكت منه المناصب و جعلت منه رجلا و كانت قوام حياته فثروتهم أكسبتهم الباكلوريا و من ثم التخرج من أعظم الجامعات الوطنية الخاصة و من ثم ساهمت في عدم تكافئ الفرص و أكسبتهم جلالة و إحترام و مقامات و خاصة مستقبل فوق مستقبل فوق مستقبل آخر لأولاد أولادهم.
الشق الكبير من المجتمع سيتوجه للجامعات العامة الحكومية الغير مرتبة لا على المستوى العلمي و لا على المستوى الأخلاقي ، فجدران الجامعات العامة آيلة للإنهيار و سقوط من شدة التدافع عليها و من قلة النجاح فيها تكاد تنفجر و كأنها خلقت من أجل سجن الطلاب داخلها و حتى من يريد بناء جسر للتحليق و العبور يجد حائطا يصده.
داخلها ستجدون أعراق متعددة و توجهات مختلفة و إيديولجيات متنوعة إذن أول شيئ يجب أن تفهم ما معنى كلمة إيديولوجيا لأن أغلب الطلاب لا يفقهون تعريفها حسنا الإيديولوجيا هي علم الأفكار بعد التنشئة الإجتماعية و الاخلاقية من قبل العائلة و المدارس و المعاهد و بعد التنشئة السوقية من قبل الشارع أنت الآن في مرحلة التنشئة اللامقصودة عبر الجامعة ستكتسب فيها عادات وقيم ومعايير و ثقافة وغير ذلك من أنواع السلوك التي تريد الدولة و النظام توصيلها لطبقة المتوسطة هذه الطبقة المحافظة و الحامية لسلطتهم دون علمها رغم كرهها لسلطة .
حيث سيقومون بعرض سلع و قوالب من الإيديولجيات و التوجهات التي ول عهدها و انتهى زمانها و تجاوزها التاريخ و بقيت آثار في المجتمعات التي قاموا بتأسيسها من قرون حيث تم رمي عضامها في جامعاتنا حتى يلعقها طلابنا ليتركونكم تسبحون في الماضي.
ستلاحظون أصوات البلشفين يتغنون بالقومية الروسية يؤمنون بها و يناشدونها و متشديدين في الدفاع عنها و الغريب في الأمر أنهم لا يعلمون ماذا تعني كلمة البلشفيين و لا من قاد الثورة البلشفية هذا أن علم أنها ولدة من رحم ثورة و زد على هذا لا يؤمنون بالقومية العربية و ينبذونها نبذا شديدا علما أنهم عرب اذن لا أعلم أين يريدون تطبيق هذه الايديولوجية.
و بعض منهم ستجدهم يناصرون القومية العربية و هو لم يقرأ حرف واحد من 16 كتاب التي كتبها عصمت سيف الدولة عن كيفية تطبيق القومية العربية الذي أسقط كل نظريات كارل ماركس من سطح الكون و جعلها خاوية خالية من كل موضوعية و لكن إعلامهم و اعلامنا و جامعتنا و جامعتهم لا تقر بهذا الإنجاز. ستجد الماركسي و لينيني و النازي و الفاشي و تروتسكي و نقابي و الرأس مالي و الليبرالي و التحرري و ديمقراطي و الديكتاتوري و صهيوني و الاسلامي و الداعشي و المعتدل و السكير و نوراني و القومي و ناصري و الإقطاعي و المحافظ و الإنتهازي.
هذا الأخير الإنتهازي هو الملك على رقعة شطرنج الجامعة و هو من يدير خيوط العنكبوت خاصة في المحافل الكبرى للدولة و التحولات العالمية فهو من يجيش و يجعلهم جيوش يقودهم كلب إنتهازي يدعي الدفاع عن الطلبة و لكنه انتهازي مروض لهم كلما يجيش و يستقطب افراد كلما حسابته البنكية تتضخم، بإستثناء بعض منهم طبعا ،على كل حال سينتهي أول آيام الجامعة منكم من سيتوجه للمنزل و منكم من سيتوجه للمبيت الجامعي و هنا تبدأ عملية جديدة من عمليات الدمغجة و التأثير خاصة لتلك الفتاة العفيفة القادمة من ربوع تونس و أعماق الوطن لتجد نفسها أمام فتاة " كي شفتها شعرها بالكافيار يديتها بيضا تللش وجها مسير فخيضتها و سويقاها منوقين يديتها ممسوحين عويناتها مسحورين جفوناتها مصرورين كتيفاتها ممشوقين و صدوراتها ماهمش ملمومين حاطا ساق على ساق تستانى في السعودين و الليبين و الإماراتين و شوي جزائرين و برشة تييييييت تونسين" فإلى أين المصير ؟