يكفي الاستماع إلى كلام سعيّد نفسه، كي نتأكّد أنّنا أمام رئيس لا يكتفي بافتكاك كلّ السلط، بل يقول "أنا الدولة والدولة أنا"، ويعتبر أيّ "تطاول" عليه بمثابة اعتداء على الدولة، وأيّ مسعى لإسقاطه مؤامرة عليها. نحن أمام رئيس يعتبر مجرّد معارضته جرما وحرية التعبير هرطقة، ولو كان الأمر بيده تماما لوضع كلّ معارضيه في السجون.
يكفي الرجوع لما سبق من "مؤامرات" وإيقافات استعراضيّة وعزل للقضاة، لنفهم أنّنا أمام سلطة تكذب وتفبرك الملفات وتظلم، بل تتمادى في ظلمها حين ينكشف زيف إدعاءاتها. سلطة لم تجد إنجازات لتسوّق لها غير إيقاف معارضيها والزجّ بأسماء مثيرة للجدل معهم، ولم يبقى لها من رصيد سوى عطش الكثيرين إلى التشفي.
يكفي تتبع بعض البروفيلات والصفحات كي نفهم أنّنا أمام حكم عصابات تمتلك المعلومة الرسميّة قبل المؤسسات، تصفي حساباتها وتستهدف خصومها بكلّ الوسائل الدنيئة، تروج "حقيقتها" وتفتري على الناس بلا رقيب أو حسيب.
كلّ التضامن مع الموقوفين ظلما وتعسّفا، وكلّ الاحتقار لمن يبرّر ويساند ويصفّق لهذا الاستبداد المجنون.