انتشاء وفرح بعض السعوديين سواء كانوا أناس عاديين أو من خلال وسائل الإعلام بعد استشهاد قادة حركة المقاومة الاسلامية حماس (وهو أمر مردود عليهم و قيل فيه ما قيل من طرف العديد من الشخصيات المعروفة و المؤثرة على الساحة العربية) جعل الكثيرين ممن قصر فهمهم و علمهم يخلطون بين الأعرابي و العربي معتمدين في ذلك على الآية المشهورة في القرآن الكريم من سورة التوبة "الأعراب أشدّ كفراً و نفاقاً و أجدر ألاّ يعلموا حدود ما أنزل الله". يكفي أن نبحث عن معنى الآية من خلال أي محرك بحث(في أبسط الحالات) لنفهم أنّ في هذا تحامل على العرب من قبل بعض العرب في الغالب عن جهل و سوء فهم و ينتج عنه إساءة لأنفسهم عن غير قصد.
لقد جاءت الآية في سياق ذكر الله عزّ وجل أحوال المنافقين بالمدينة فذكر من كان خارجا منها ونائيا عنها من الأعراب ; فقال كفرهم أشد. فشدّة كفرهم(كما قال قتادة) متأتية من بُعدهم عن معرفة السنن بحكم بعدهم عن الحاضرة و قيل لأنهم أقسى قلبا وأجفى قولا وأغلظ طبعا وأبعد عن سماع التنزيل.
الأعراب هم سكان البوادي الذين لا يقيمون في الأمصار (المدن) و لا يدخلونها إلا لحاجة (كما قال الجزري و الشوكاني و ابن عاشور).
أمّا العرب فهم أهل الرسالة الإسلامية الذين احتضنوا رسول الله وحموه وقاتلوا معه ودافعوا عنه بأهداب عيونهم وبفلذات أكبادهم و نشروا الإسلام معه و بعده في مشارق الأرض ومغاربها.
و أمّا هؤلاء الخانعون الشامتون في المقاومين و الكافرون بالمقاومة، ربما يكونون عرباً أعراباً أو عرباً من الحاضرة لكنهم قبل كلّ شيء منافقون و فاجرون و مفترون لا إلى هولاء و لا إلى هولاء. فليعلموا أن الغرب اليوم و بالأمس و منذ أمدٍ بعيد لا ينظر إلى العرب و الأعراب و ما بينهما إلا كمخلوقات من درجة ثانية يحقّ له الهيمنة عليها ميدانيا و فكريا و حتى عقائديا.