اليسار في سوريا : فلنتجاهل ماضيه غير المشرف

هناك من يشعر بالقلق مما هو قادم، أي أن فرحته انتقصت، وربما تبددت. ما يذكرنا بقلق الحكومات الاوربية التي لم تفعل شيئا للسوريين. يستحسن بالنسبة للقلقين جدا من المظاهر الإسلامية كسجود الطلبة في الجامعة شكرا لله، والاحتجاج ضدها، فقد أقضت مضاجعهم.

وقبلها كانوا في أشد القلق على علمانيتهم من اغلاق البارات والخمارات. ننصح بأن يقلقوا على سوريا التي بأشد الحاجة إلى دولة مدنية وديمقراطية، فهي لا تتحقق وحدها، وليرفعوا من سوية تفكيرهم، خشية من أن يعودوا بالبلاد إلى جنة الأسد.

يبدو هناك مشكلة في اسباغ عقد اليسار على الأوضاع في سوريا، وهي محاولة لإحيائه، بعدما صمت عن جرائم النظام. اليوم استرد عنفوانه في أجواء من الحرية، فلنتجاهل ماضيه غير المشرف. إذا كنا خائفين على الثورة، فعلى الاقل الانتظار.

لنتبين الأبيض من الأسود، يكفي محاولات الصاق الاتهامات بشكل استباقي، وكأننا مقبلون على حكم دكتاتوري. من منح هؤلاء مع منصات إعلامية موهبة التنبؤ؟ نحن نعبث بالبلد، من خلال تجمعات تضم الكثيرين من مؤيدي النظام السابق، ما يمنحهم البراءة تحت شعارات الديمقراطية. هذه التحركات المبكرة مدفوعة من فوبيا الاسلام، وربما في التصالح مع الاسلام والتخلص من هذه الفوبيا، ما يضعه في مكانه الصحيح، في الفضاء الروحي للإنسان، لا استعماله وسيلة للاتهامات.

وإذا كان لي رأي، فأنصح هؤلاء جميعا بتشكيل حزب معارض، يمارس السياسة كما هو مفترض من دون تجييش واستعراضات، لئلا يؤدى إلى احتكاك نحن بغنى عنه، يتخذ ذريعة لبلدان عربية للتهديد كما تفعل الحملة الإعلامية في مصر ضد الثورة في سوريا.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات