جماعة التيار منتشون بإصدار البيان، و حقّ لهم ذلك، فهو سياسيّا نصر مؤزّر على الغنوشي و ائتلاف الكرامة و فرض للأمر بضغط إضراب الجوع و المخاطر الصحية.
أخلاقيّا و شعبيّا،الأمر يختلف،لأنّ توصيف ما حدث يوم 7 ديسمبر، هو تبادل "للعنف" المادي، و المعنوي الذي لا يقلّ أهمية…
ما حدث هو عركة بين نواب الكتلتين، فلا وجود لجان و ضحية، فالفيديووات تظهر الجميع متورطا في السبّ و الشتم من الجانبين، و لجنة التحقيق لم تحسم في الحكم و لم تقرّ الاتهام.
غير أنّ التيار نجح في توظيف مشهد الدم في إطار صراعه الحزبي الضيق ضدّ الائتلاف تكبير العركة لتحويل الخصم إلى ائتلاف عنف و إرهاب(الاتهام في حد ذاته عنف)،بالتواطئ مع الإعلام طبعا،و هذا ما يمثّل سقوطا أخلاقيا و سياسيا أيضا لمعارك مفتعلة و جانبية لا تعني المواطن رغم محاولات التيار الإيهام بغير ذلك و جعل الأمر معركة وطنية و نصرا للشعب التونسي.
هذا لا يعني أنّني آخذ جانب الائتلاف، بالعكس،فهو يحصد كل مرّة نتيجة التصرّف برعونة و غباء، و نتيجة الدور الحامي الغنوشي و النهضة حتى عرف بالباراشوك. و هو كذلك. و سنرى مدى جدية التعهد الغاضب الذي قطعه مخلوف على نفسه.
و في المحصلة، هي عركة ديكة، نطيح كباش، و ليست أبدا معارك مصير و معارك وطن، و ما حديثي سوى رفض لخطابات المغالطة و وقوف أمام تزييف الوعي و تسطيحه و توظيف تهم العنف و الإرهاب في الصراعات الحزبية الضيقة.
كفانا.