انتخابات 2019 حملت معها نتيجة خارقة وغير متوقّعة اذ دفعت بقوى النظام القديم الى الخلف من جديد وأعطت غيرها فرصة تاريخية ثانية فلا يعقل التفويت فيها لأنها ستكون الأخيرة ان فشلت.
تُوفي الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، قبل انتهاء عهدته بنحو ثلاثة أشهر، وفي اليوم الذي كانت فيه بلاده تحيي الذكرى 62 لإعلان الجمهورية وإلغاء الملكية. لقد حضر السبسي، رحمه الله، تلك اللحظة الفارقة في تاريخ البلاد التي اختارت فيها إلغاء الملكية،
يجب أن نتابع جيدا انتماءات الغاضبين من الثورة من اتباع النظام القديم و من مرددي المبرر الاساسي لغضبهم باعتماد حجة " استيلاء الاسلام السياسي على الثورة " (ليس المقصود الغاضبين منها بصدق لانها لم تحقق لهم اهدافها الاجتماعية(.
الذين يؤمنون بها يعلمون انها مسار طويل ويعرفون ان الثورات،كل الثورات عبر التاريخ،لم تنتصر قط بالضربة القاضية: تبدأ بكسر حاجز الخوف في قلوب الناس ثم تبقى تصارع النظام القديم والاكراهات الخارجية وكل عمليات تخريبها الي ان تنتشر روحها في الجميع
هل أن كفاءة الحزب الانتخابية وحدها كافية ليحكم أم أن عليه العمل على توفير كفاءة أخرى تمكن له لا في الصندوق الانتخابي فحسب بل في عقول المحكومين بالصندوق باعتباره المحطة التأسيسية في مشروع الديمقراطية.
هناك صمت ..بعضه عتاب و بعضه غضب و خيبة لكن لا يصب في حساب القديم الذي لم يدوخ أحدا ببرامجه ..المشكل اننا امام قديم انتهى و لكن جديدا معبئا للناس لم يولد تماما …
صحيح أن الثورة ارتكبت خطأ شنيعا حين راهنت على سياسة حسن النوايا. أخطأت حين ظنت أن كل من نطق باسم الثورة كان يؤمن بأهدافها وكل من داهنها تاب.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع