في الوقت الذي ينصبّ فيه الاهتمام المحلي والدولي على رموز المعارضة وقادة الأحزاب السياسية والإعلاميين القابعين في السجون باعتبارهم مجرمي حق عام (كما يقول بيان وزارة الخارجية التونسية

أذكر أنّني كتبت، مرّة، أنّ المعتقلين قد يأتي عليهم يوم يُخرَجون فيه من السجون مثلما أُدخلوها. يخرجون ولا يبقى منهم غيرُ "أهل الشرّ" "بالمصريّ" والخطر الداهم "بالتونسيّ" على دولة التقدّم

أنا لما "ندبت وجهي" في 2012 من أجل إعادة اختراع الإعلام التونسي، كنت أرى الوضع عن كثب وكنت أدرك بالحد الأدنى لعلوم المهنة أننا نذهب في اتجاه الخراب أيا كان حسن النوايا

حول مواقف بعض التونسيين مما يحدث في سوريا، أدرك حجم التسمم الإعلامي الذي تعرضنا إليه منذ 2011، وهو شيء أفهم فيه مهنيا وصناعيا وعلميا، لو عدنا إلى أرشيف الصحف لوجدنا أنفسنا إزاء ظاهرة غير مسبوقة في امتدادها الزمني ومواضيعها التي شملت تسميم كل شيء،

في ظل "الكساد" الإعلامي الذي نعيشه واستغراق وسائل الإعلام في مواضيع الكاسارونة وعدد أرجل السرعوف الأخضر

إن توقف أية مؤسسة إعلامية من حيث المبدأ هي خسارة فادحة لاختلاف المجتمع واختفاء زاوية رؤية ومعنى لما يحدث في عالمنا، ومع واجب التضامن مع الزملاء المسرحين وحقهم القانوني في التعويض المالي، فأحيانا تقول: "إلي يموت من الشواطين يخفف على الملايكة"، لأنها لا تملك من أسباب البقاء والمنافسة باتجاه الأفضل شيئ

والحقيقة ان مزاعم غالانت ليست منفصلة عن ظاهرة تكرست طيلة المواجهة من 7 اكتوبر الماضي الى الآن ، وهي ان اسرائيل طيلة المواجهات الكبرى مع العرب كانت هي المنتصرة وبشكل لا يمكن انكاره، وهو ما لا يستدعي منها الكذب او التزوير في الاخبار، فالناجح لا يلوي اعناق حقيقة نجاحه، بل اعتاد المتلقي العربي على ان يم