نتنياهو ليس إلا يميناً متطرّفاً في تاريخ الحركة الصهيونيّة (وهو من سلالة الصهيونيّة المراجِعة لجابوتنسكي)، وأحزاب مثل «الصهيونية اليهودية» و«السلطة اليهوديّة» ليست إلا أقصى اليمين المتطرّف.
ما يحدث خلال الأيام الأخيرة لا يزيدني شخصيّا سوى إحتقارا للسلطة الحالية الفاشيّة التافهة ولبيادقها السياسية والإعلاميّة والإفتراضيّة وحتى لعمقها الشعبي المتكوّن أساسا من ناس عندها من الغباء والجهل والحقد والكراهية عشرات أضعاف ما تفتقده من الكرامة..
صيد السّاحرات يكاد يعاد إنتاجه اليوم تحت عنوان صيد الإخوان ... استمعت البارحة لما يسمّى بالنّقطة التّنويريّة لزعيمة الشعبويّة الفاشيّة التي يعود لها " فضل " ترذيل البرلمان وتخريبه والتّسويغ للانقلاب عليه وتعليق صلاحيّاته …
لم تكن البلاد قطعا قبل 25 جويلية في وضع مريح، فالمخاوف استبدّت بالنّاس من كلّ الجهات، وهي مخاوف واقعيّة وجدّيّة، فهل انتهت تلك المخاوف مع الإجراءات الإستثنائيّة؟بالطّبع لا.
هذه العربدة تتصاعد لتتحوّل إلى شلّ لأعمال اللجان واقتحام مكاتب الإدارة في المجلس وتفتيشها والتعدّي على الموظّفين وإهانتهم على طريقة بوليس بن علي السياسي ومنظومة التعذيب النوفمبريّة.
هذا التزييف الخطير المستمرّ هو جزء من منهجيّة الزرقوني ومشغّله. وتنبني هذه الخطّة على مبدأ: سبر الآراء لصنع الرأي العام وتوجيهه وليس لاستطلاع اتجاهاته الفعلية.
الأزمة المباشرة التي تعرفها البلاد هذه الأيّام في أعلى مؤسسات الدولة هي "أزمة إجرائيّة" تتمثّل في عمليّة تعطيل معلنة لسير مؤسسات الدولة بتعلات قانونيّة ظاهرة وعقديّة إيديولوجيّة مضمرة (تعطيل البرلمان، تعطيل أداء اليمين).
Les Semeurs.tn الزُّرّاع