هناك تحول لافت في تظاهرة، أو احتفالية، أنصار الرئيس اليوم: استعمال مشهدية ما قبل الثورة، مع إحالات لمشهديات مصرية ما بعد انقلاب السيسي: لم يسبق للرئيس ولا لأنصاره الاحتفال بذكرى الإستقلال سابقا على حد علمي، ولو رمزيا.
المنظومة القديمة هي التي تحركت، وواضح أن الثورة قد مزقت إهابها، حتى يوم 25 نفسه، وتأكد ذلك بعد ذلك، ويتأكد حتى اليوم.
لماذا كانت نقابة اتحاد الشغل تملك الجرأة ضد من حكموا فترة عشرية الثورة رغم شرعيتهم وقوتهم الشعبية، وتعجز نفس النقابة الآن أمام المنقلب وتغيب تلك الجرأة المعهودة رغم عدم شرعيته و ورغم عدم توفر أي قوة شعبية تذكر وراءه .
التعامل مع الثورة المضادة كان لدى العديد من فواعل الثورة وزعماء تشكيلاتها الكبرى محكوما باعتبارات أخلاقية، و أهم مؤشرات ذلك ظلال التسامح والعفو التي طبعت مجمل مواقفهم مع خصومهم….
نحن أمام معارضتين بسقفين مختلفين: معارضة وظيفيّة بقيادة الاتحاد ومعارضة ديمقراطية بقيادة الجبهة مثلما سطّر الأخ الرفيق حبيب. وقد تتفقان في أنّه لم يبق أحد مع قيس سعيّد، ولكن سؤال المعارضة الديمقراطية هو : من بقي مع الديمقراطية؟
فيق على وضعك فالشعوب هي من تصنع الفاسدين و الحكام المستبدين و هي من تصنع التغيير و الرفاه و المستقبل. فيق قبل ما يفوت الفوت .
إنّها أحد مخالب الاستبداد لا غير. الاستبداد الذي يسعى إلى إعادة إنتاج نفسه حماية لمصالح العائلات وقوى المال غير النظيف، ذاك الذي رجّته الثورة وعرّته الديمقراطيّة.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع