ترتكز سردية 25 على ما وقع يوم 25 قبل الإعلان عن الانقلاب. تقول بأن من خرجوا يومها هو الشعب التونسي برمته أو أغلبه، كلا بكل تأكيد. لم نر في أي مكان حشدا معتبرا من المتظاهرين لا في العاصمة ولا في صفاقس ولا في سوسة، وإنما هم بضع عشرات أو في أقصى الحالات بضع مئات ممن أحرقوا أو أحاطوا بمقرات النهضة، وهو ما يدل على شيئين، الأول أن هناك توجيهات مركزية من غرفة واحدة صدرت لهم، بقطع النظر إن كان بعضهم واعيا بذلك أم لا.
والثاني محاولة تركيز الأنظار نحو النهضة وحدها من دون من حكموا منذ 2011 بما في ذلك نداء تونس لإبعاد الأنظار عنه وبالتالي عن مسؤولية المنظومة القديمة. وعلى كل فإن مجموع أعدادهم حسب تقدير حمة الهمامي لا يتجاوز العشرة آلاف. ومن يدعي أنهم أكثر من ذلك فلا دليل لهم عليه، بل الأدلة عكسية،
لأن الذين خرجوا يومها لم نرهم بعد ذلك حتى عندما تنادوا للتظاهر بدعوة من قيس سعيد نفسه وبمشاركة من حركة الشعب أكبر حزب داعم للانقلاب. لم نرهم في أي مناسبة لا في الاستفتاء الإلكتروني ولا في الاستفتاء على دستوره ولا في انتخابات 17 الفضيحة.
من هم هؤلاء؟ القاعدة عندي تقول بأن المحلي يفسر الوطني، واعتمادا على هذه القاعدة فالمنظومة القديمة هي التي تحركت يومها. دعك ممن يدعون بأنهم نزلوا للشوارع يومها، في محاولة منهم لإظهار فضلهم على قيس سعيد قصد جني الأرباح، غير ذلك فهم وظيفيون وإن أحسنا بهم الظن نقول بأنهم مغفلون.
المنظومة القديمة هي التي تحركت، وواضح أن الثورة قد مزقت إهابها، حتى يوم 25 نفسه، وتأكد ذلك بعد ذلك، ويتأكد حتى اليوم.