مافيا وكالات الأسفار لم تترك حتى العمرة دون أن تطالها أيدي التحيل والجشع، فتحوّلت بعض الرحلات إلى كابوس يلاحق المعتمرين من لحظة الحجز إلى لحظة العودة، هذا إن عادوا أصلاً بغير الأذى والمعاناة.
الشيخ المزيّف ممتلئ بوهم أنه مهم جدا وضروري لاستمرار الانقلاب إلى درجة توهّم مكالمات هاتفية يومية من القصر. المسكين متأكد أنه الشخص الذي لا غنى للنظام عنه، حتى أنه أعلن بنفسه وبكل ثقة خبر تعيينه وزيرا ضمن تحوير وزاري قرّره هو وحده في خياله المريض.
للحظة اعتقد انه احكم سيطرته تماما علي المشهد الانتخابي وصندق العملية وفق حساباته.. لكن وبشكل مباغت تقف المحكمة الادارية لتقول كلمتها.. ويكتشف ان اجهزة الدولة الصلبة ما زالت تدافع عن دولة القانون وليس قانون الدولة الذي وضعه منفردا، مستنفرا، مستعديا !
نحن جيل فقدنا عن عمد قضايانا الكبيرة وعشنا نلوك كالأنعام الأحداث الصغيرة العابرة، نلهوا بالأسئلة الساذجة، وندعي في العلم معرفة، ولنا في كل بئر دلو ليس به ماء... هذا الجيل لا يمكن ان يكون نموذجا يحتذى...ولذلك لا تشبهونا من فضلكم…
نحن سنكون امام قصر العدالة يوم الخميس للصراخ برفضنا لهذا العبث… وانتم… ما عساكم فاعلون في انتظار اغلال السجن التي ستلحق بالجميع.
ثمة جزء لا يستهان به من النخبة يصر دائما على الأولويات المعكوسة وعلى مصارعة الوهم. كما أنه عاجز عن الخروج من قوقعة الايديولوجيا، أو من ولاءات تجعله يرى الاسلام حكرا على تيار سياسي وليس مكون مجتمعي تاريخي مشترك.
ما يقدمه هذا الشخص لا يمكن التعامل معه على أنه فنّ أو منتج ثقافي يمكن تصنيفه تنويرا أو صوابع علجية.. هو ملفّ فساد مالي وذوقي لا أكثر.