انتهت نخبة تونس الكلاسيكية وانتهت أساليبها، وفقد خطابها معناه، وماتت قبل الأجل شخصيات طالما شحنت الأذهان بالحديث وقلة الفعل. لم تؤمن هذه الشخصيات بالحرية فعلا، لذلك فرطت فيها بسهولة، وهذه مرحلة دفع أثمان العبث بالحرية.
قد يمرّ المرء ُبمراحل ظرفية في حياته: اهتمامات شخصية، سفر، شغل، توعّـك صحي، خيبة أمل في بعض الصّداقات، انتكاسات لما يراه في العالم من تعدد الأحداث المروعة
ما يجب أن يقال يحتاج لغة عارية، مجرّدة من غلالة الاستعارات المموّهة للحقيقة. لغة سياسية مباشرة تسمّي الجهات التي "تقرّر" مصير التونسيين
وداعا للحرية. هذا مجتمع غير مؤهل نهائيا لإنتاج فكرة الحرية والكرامة المشروطة بها ولو بعد عشرين قرنا.
كتب الصحفي والكاتب الحبيب بوعجيلة قائلا بالعاميّة "انا مع النقد الذاتي اما مش مع الجلد الذاتي...الطبقة السياسية التونسية بكل تياراتها
لا شك أن هناك توجها يتسع مع الساعات للتصويت ضد الرئيس الحالي دون إيمان بالرئيس القادم، وهو تصويت قائم على اجتناب الأسوأ وقبول السيئ، وهذا عامل غير محفز للذهاب إلى الصندوق إلا بخطى ثقيلة.
أنا لا أعرف من دبر على السيد الرئيس في هذه الحكاية السيئة جدا، ليس لأننا لم نعد في زمن النضال على ظهور الحمير بل بسبب شخصية صاحب الحمار الذي استغل غضب التونسيين بعد تعسف الفاطميين الشيعة ليقترف أشنع الجرائم،
Les Semeurs.tn الزُّرّاع