لم يكن كثيرٌ منّا ينتظر أن يحوّل أهلُ غزّة ومقاوموها المنفّذون لطوفان الأقصى المبارك وما تبعتْه من معارك غير مسبوقة خاضتها المقاومة بحرَفيّة وذكاء وصمود وإيمان بالله والأرض والعِرض
" نقول لمَن اختلف معنا: خلّوا بيننا وبين عدوّنا. فإن قضى علينا فقد كفيْتُمونا، وإنِ انتصرْنا عليه فنصرُنا نصرُكم، وعِزّنا عِزّكم":
بعد الرحيل التراجيدي للغزاويين من الشمال إلى الجنوب، يطالبونهم الآن بمغادرة رفح. فأين سيذهبون وإلى أين سيغادرون وقد تألّب عليهم " الإخوة " الوظيفيون والأغراب؟
مقاومتنا تكوي الوعي الصهيوني، وتفرض معادلة ردع جديدة، وتغير قواعد اللعبة، وتتجلّى في أوضح انتصار لها، على طريق من التخطيط الإستراتيجي، الذي تتقدم فيه هي ويتراجع فيه عدوّها، رغم فارق الإمكانيات المهول.
الزرّاع هي إحدى ثمار الثّورة التي عرفتها بلادنا، والتي سمحت لنا بأن نلتقي ونتحرّك ونبادر. ويتوجّب علينا تبعا لذلك الشّروع في مسار البناء، وأولى الخطوات في هذا السّبيل القطع مع القيم التي مازالت تشكّل الشّخصيّة القاعديّة للتّونسي.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع