ما أشدّ خيبتَكم وخيبةَ أيْديولوجيّتِكم

إلى مَن خاطبهم الرّجلُ الاستثنائيُّ الذي جهّز لطوفان الأقصى بعقل مبدع خلّاق وارتقى إلى بارئه شهيدا بآخر ما تَوفّر له من عصًا مقذوفةٍ ويُسرى نصفِ ميّتةٍ قاذفةٍ لطائرة الاستطلاع التي أرسل بها إليه في أمتار جهاده الأخيرة من تراب غزّةَ العزّةِ جيشُ الكرتون الصّهيونيُّ الذي تبوّل على العرب حكّامًا وجيوشا وُنخَبًا عقودًا مديدةً رغم وهَنه الأضعفِ من بيت العنكبوت:

" نقول لمَن اختلف معنا: خلّوا بيننا وبين عدوّنا. فإن قضى علينا فقد كفيْتُمونا، وإنِ انتصرْنا عليه فنصرُنا نصرُكم، وعِزّنا عِزّكم":

ما أشدّ خيبتَكم وخيبةَ أيْديولوجيّتِكم وارتهانِكم وانحناءِ ظهوركم المركوبة منذ ثمانيةٍ وأربعينٍ !

رحم الله "صاحب القصيدة المهرَّبة" مظفّر النّوّاب القائل:

ما أقبحَ الكروشَ من أمامكمْ

ما أقبح الكروشَ من ورائكمْ

من يُشابهُ كرشَه فما ظلمْ

• في عبارة "مَن اختلف معنا" رحابةُ صدرٍ وتسامحٌ لا تروْنه لاتّخاذكم وضعَ الظَّهر على البَطن أمام العدوّ، ولا تُبصره عيونُ فكركم الأعمى ولا تُوازيه مواقفكم الحاقدة على منتسبي فكر الرّجل وإخوته.

• في عبارة "خَلّوا بيننا وبين عدوِّنا" قمّةُ يأسِ الرّجلِ العارفِ الخبيرِ بحقائقكم الظّاهرة والخفيّة مِن شَدّ أزْره وأزْر شعبه، وقمّةُ الإيمان بأنّ القضيّة ليست عربيّة كما صاحتْ حناجرُ محترفي الكذب المبحوحةُ بفعل رخيص الخمر وحقير السّجائر طويلا وإنّما هي فلسطينيّة صِرْف.

• في عبارة "فإن قضى علينا فقد كفيْتمونا" ما معناه لا لوْمَ عليكم، ولا أحدَ سيُحمّلكم وِزْرَ الخسارة والهزيمة وإن كنتم أهلَ الهزيمة وعُشّاقَها عبر تاريخ الصّراع مع بني صهيون ؟

• في عبارة "وإن انتصرنا عليه فنصرُنا نصرُكم وعِزّنا عِزّكم" ما يقوله المثَلُ التّونسيّ الدّارجُ: "داخْلينْ في الرّبْح خارْجين مِن الخْسارة"... ما أشدّ كرَم الرّجل وسخاءَه يُعفيكم من عناء المواجهة والحرب كالنّساء ويُقاسمُكم الانتصارَ ونتائجَه الإيجابيّةَ معتبرًا إيّاكم إخوةً وإن كانت قلوبُكم أشدَّ سوادًا من قلوبِ إخوةَ يوسف !

أيّها البؤساء، العالمُ كلّه يعدّل ساعتَه على صفقةٍ غير مسبوقةٍ بين أهلنا الأشاوس في غزّة وبين العدوّ الذي عرّاه رجالٌ آمنوا بربّهم حقّ الإيمان وأعدّوا نزولا عند أمر خالقهم لخصمهم الزّنيم هذا ما استطاعوا فركَع ورضَخ لاتّفاقيّة اعتبرها بعضُ وزراء حكومته الرّعناء ومسؤولي جيشه المخنَّث هزيمةً نكراء لدُويلتهم الآملة في توسّعٍ جغرافيّ يأتي على أقطاركم المشيَّدةِ من صلصالٍ.

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات