نعم، لقد تقلّصتْ بعد اعتقالك كثير من مساحات الفعل السياسيّ، وانقلب حال البلاد إلى سوق كاسدة اللهمّ إلا من تجارة بائرة في الضمائر وفي الرجولة: فعاد الخوف يتسلّل من جديد إلى النفوس، وغمس النّاس رؤوسهم كالنعام في تفاصيل الحياة اليوميّة وهمومها، وسقط مطلب "الرّحيل" من قاموسهم مرّة واحدة..