أيها الشعب التونسي الكريم. إن الذين خرجوا اليوم إلى الشارع يحلمون ولن تنفعهم أحلام اليقظة فأنتم لهم بالمرصاد. هم يعلمون أني أعرف من ورائهم وسأكشفهم بالاسم قريبا. يريدون العودة إلى الوراء، ولكن هيهات.
الشعب التونسي اختار طريقه ووجد من يمثل إرادته الحرة وغير المزيفة. لن يمروا فالشعب يعرفهم جيدا، ويعرف أنهم مأجورون وفي قلوبهم مرض. ولن نرحمهم بصواريخنا، وسندكّ الغرف المظلمة على رؤوس أعداء الله والشعب...وسيكون ذلك كله في إطار القانون والدستور...فنحن لم نكن ولن نكون انقلابيين أبدا .
أيها الشعب التونسي العظيم، إنهم يتحدثون عن دكتاتورية، وهم ينعمون بالحريات ويتظاهرون ضد رمز الدولة وضامن وحدتها. يسبّونني بكلمات استحي من سماعها مع عائلتي، ويفترون علي وسيحاسبون. لن أحاسبهم انتقاما لشخصي، فأنا أكبر من منطق الانتقام والضغينة، ولكن سيحاسبهم القانون، وسيحاسبهم الشعب الذي قال كلمته يوم 25 جويلية.
قريبا سأشكل الحكومة ولن أختار الا من يصدقون عند حمل الأمانة، ولن أعيد الدولة لهم مهما حاولوا ابتزازي بشراء الذمم وتوظيف المال السياسي الفاسد. سأبقى على العهد...ننتصر أو نموت شهداء، أما العودة إلى الوراء فلن تكون أبدا مهما طالت حالة الاستثناء.
لقد قال الشعب كلمته، ونحن مستأمنون عليها ولن نخذل ثقة الشعب فينا. هؤلاء أقلية ضالة ولا تعرف معنى الوطنية ولن ينفعهم عددهم ولو كثر، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله. نحن على حق ولن نترك طريق الحق لقلة سالكيه. أيها الشعب، لقد حملنا الأمانة التي خانها غيرنا، ولن نخونك أبدا...على العهد باقون.. والسلام.