1خرافة أنّ المليون امرأة اللاتي انتخب النداء هن قاعدة انتخابية ثابتة لهذا الحزب مهما كان أداؤه السياسي، أي خرافة أن الانتخاب كان على أساس ايديولوجي محض وليس على أساس الوعود الانتخابية في المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
-2خرافة أنّ الصراع بين الشقوق يقوم على أساس الاختلاف في مدى الوفاء للمشروع البورقيبي، وكأن المشروع البورقيبي(بصرف النظر عن موقفنا منه) يتجاوز عند هؤلاء مستوى "عبادة الزعيم"(او عبادة الأنا)، ومستوى التمسح بأعتاب الزوايا والسفارات، ومحاولة الهيمنة على أجهزة الدولة ومؤسساتها من خلال الحزب.
-3خرافة أنّ اليسار الثقافي الذي تتضخم عنده الهواجس الهووية على حساب القضايا الاقتصادية او الاجتماعية هو وريث الحركة الإصلاحية التونسية او وريث المشروع الوطني، والحال أن هذا اليسار ليس الا وريث لجان التفكير التجمعية وسياسات تجفيف منابع التدين(لا منابع الإرهاب كما ادعى أسلافه في عهد صانع الصناديق والمرتزقة).
-4 خرافة أن النداء هو حزب جديد و ليس مجرد رسكلة للماكينة الشيو-تجمعية ضمن مسار ثوري فرض على المنظومة القديمة أن تدفع بالحراس العقائديين للنمط الى واجهة الفعل السياسي بصورة"مؤقتة".
-5خرافة أن هذا الحزب يتحرك بعيدا عن المال السياسي الفاسد ولا يعيد إنتاج البنية الطبقية والجهوية نفسها للسلطة زمن بن علي(مع تعديلات طفيفة على قاعدتها الزبونية وعلى نمط شرعنتها).
-6خرافة أن النداء هو جزء من "العائلة الديمقراطية"(وهي في الحقيقة عائلة انقلابوقراطية)، والتلبيس على الناس بأن تلك العائلة هي المتحدث الشرعي والوحيد باسم المشروع المجتمعي "الحداثي"، بينما تنبئنا كل الأزمات التي مرت بها البلاد أن أبعد الناس عن الديمقراطية وعن ثقافة الاختلاف وحقوق الانسان هم أدعياؤها.
-7خرافة أن النداء هو حزب مؤسسات وليس حزب مليشيات وشبكات مصالح ورعاية متبادلة، أي خرافة وجود "طفرة داروينية" تجعلنا نصدّق أنّ "صناع بن علي" يمكن أن يكونوا"صناع الجمهورية الثانية".
-8خرافة أن الاصطفاف الأساسي هو اصطفاف ثقافي وليس اصطفافا اقتصاديا او اجتماعيا، أي محاولة اختزال الصراع الاجتماعي في مستوى أحادي لا يمس مصالح الرأسمالية الحاكمة بل يسندها .
-9خرافة أن يسار الكافيار أصبح ديمقراطيا بمجرد ارتداده عن الصراع الطبقي وتنكره للمقولات الماركسية، أي خرافة أنّ دور هذا اليسار يمكن أن يتجاوز مستوى الحراسة الايديولوجية لمصالح البرجوازية وشرعنتها من منطلق سفسطائي مغالطي.
-10خرافة أن الخطر الحقيقي هو الإسلام السياسي(حتى ذلك القابل للعمل السياسي القانوني)، وليس المنظومة القديمة ، وهو ما يعني ضمنيا رفض كل مخرجات الثورة في المستوى السياسي ومحاولة العودة الى مربع 13 جانفي 2011.
-11خرافة أن أزمات تونس كلها بدأت او تكثفت بصورة كارثية زمن حكم الترويكا وهو ما يعني ضمنيا تبييض كل المراحل الاستبدادية السابقة ومحاولة التطبيع معها (خاصة المرحلة النوفمبرية التي قامت عليها الثورة).
-12خرافة النضال ضد مخاطر الدولة الدينية والحال أن سقف العقل السياسي "الحداثوي" لم يتجاوز بعد ثلاثية الدولة-الحزب-الزعيم،فلا يعني الانشقاق عن حزب"الزعيم" تجاوزا لعقلية الزعامة او رغبة في بناء ثقافة المؤسسات بقدر ما يعكس بحثا عن مجال آخر لاستعراض قدرات "الذكور المهينة"(" داخل الشق اليساري) أمام إناثها الحقيقية او المفترضة.
-13خرافة الاستثناء التونسي وما يتأسس عليها من خرافات فرعية يوظفها العقل السياسي الانتهازي في تغذية مشاعر التفوق الثقافي بغية التغطية على التخلف الاقتصادي وعلى الفشل الذريع للمشروع التحديثي الدستوري-التجمعي.
-14خرافة أنّ قيادات النداء مستقلة عن غرف عمليات إقليمية ودولية تتحكم في مسارات صراعتها ورهاناتها ومآلاته القصوى، أي خرافة أن النداء ليس القاطرة الأساسية لتكريس وضعية التبعية المطلقة للخارج ومنع انبثاق أي أفق حقيقي للتحرر أو لبناء مقومات السيادة الوطنية.