مازلنا نعيش على إيقاع ٱخر فصول المسرحيّة المستوحات من الأساطير المؤسّسة ، مسرحيّة القرن العشرين لمجموعة العابثين بمصير التّونسيّين من إخراج السّامريّ ، عن دراسة للآباء البيض الكشّافين و تأليف حاميتهم أمّ المستعمرين و أكبر المخطّطين لإقتسام عالم المستضعفين ...
الفصل الأوّل : وُكّل للسّامريّ صُنع العجل العجيب من لمعان الذّهب و المال المنهوب و أوكل له دور البطل و رأس الفتن بعد أن أُوكِل به بعض النّحاتين فنحتوا له طريق و تاريخ نضال بعيدا عن الأنظار ، و دسوّه بين صفوف المقاومين ليغريهم بلمعانه و يفتنهم ببريقه و لحن خواره ... فسحر أعين أصحابه ، فرفعوه فوق الأعناق ليعمّ السّحر الأنظار و يعمي الأبصار ...
الفصل الثّاني : كذبة التّحرّر و الإستقلال هيّأ السّامريّ العجل للحكم بعد أن هيّأت له الحامية الطّريق و أزاحت كلّ مناضل حقيق و مقاوم صدوق ، و أمره بالإنقلاب على صاحب العرش المكبّل بالخروق و نوايا العقوق ... فكان ما أُرِيد و نُصّب العجل إلاه و أحاط نفسه بالمرتزقة و العُمالة و العيون السّاهرة على الأغنام ... و كثر المهلّلين و المكبّرين و المادحين و ذاكري الأشعار و صانعي الأصنام ...
الفصل الثّالث : إطمأنت الحامية بالعجل على ما ملكت يمينها فقد كان حارس مالها و لسان حالها و قارئ كتابها ... فوضعت السّامريّ على المعاش بدون ضمان بالمقاس و لا عهدة على القياس ، و أستبدلته بالماجدة الموقّرة و عصبتها المستنفرة ... فأغتاض و أستغاض و أشتكى أمره إلى عائلته الأصليّة ، العائلة الأخطبوط ، و صاحبة الأمر و النّهي على الماليّة العالميّة فعرضت خدماته على الإمبراطوريّة الإمبرياليّة الرّاعية للصّهيونيّة الّتي قبلت بكلّ طواعيّة و أوكلت إليه إضافة فصل للمسرحيّة يخرج عن نصّ الحامية لرفع يدها المدانة بنسف عجلها الهرم المتهالك بسمّ ثعبان كانت قد درّبته و هيّأته من قبل لمثل هذه المهام و وضعته في حِجْرٍ العجل و جُحْرٍ به مُتّصل…
الفصل الرابع : يبدأ الفصل بميثاق الوفاق على النّفاق بعد أن أنقلب عبيد العجل زواحف يتمسّحون على أعتاب الثّعبان ، الّذي تزيّن بما أتاه به السّامريّ و ما أستولت عليه قبضته من أثر الرّسول فمنحه بذلك مسحة من شبه موسى و هارون ... فأطمأنّ له أهل الدّين و بايعوه واثقين ، فأنقلب عليهم بعد حين و حشرهم في الزنازين و ضيّق على أهلهم العيش الظّنين و حرّم عنهم الحنان و الحنين ...
ثمّ ألتحقت بالركب أفعى أستولت على لُبِّ الثعبان و أفرغت المغاور من الكنوز و أوكلت إلى أهلها مهمّة الجمع و اللّم ، و ملأت قلوب الرعيّة بالهمّ و الغمّ ... و أشتدّ البأس على الرعيّة و حلّ اليأس بنفوس الرّعاع و رمى ببعضهم في أتون الإنتحار لهيبا و نار ، ممّا أثار سبات البراكين في أنفس العاجزين ، فأستفاق اليقين و كانت ثورة الجياع للكرامة و حريّة الضّمير فكسرت الأغلال و فتحت الأقفال و أزيحت القضبان و كَبُر من يومها الصبيان ، فكان العصيان ...
و فرّ الثّعبان إلى ٱل صهيون بأمر من المستشار و المسؤول الكبير ... و ظنّ الجميع أنّ الثّورة أنهت الفصول و أسدلت السّتار ... و لكن هيهات هيهات فالسّامريّ حيّ لم يمت ، أخذ بزمام الأمور و أستشار حكماء صهيون فأمروا بصلح بين الحامية و رجال الإمبراطوريّة الزّاحفة ... فكان ذلك و أستمرّ الفصل بنفس الوجوه و الأدوار و أعادوا صنم العجل إلى الأضواء لعلّ ذاكرة الإغواء تنفع الأهواء و تستعيد مواهب الإغراء ... فكان لهم ما أرادوا ... و لكن إلى متى …