هو اكتشاف للبعد المفارق والمعنى الدّائم في رحلته الوجودية .. ذلك الذي ندركه بقدر حرصنا على المعرفة عرفانا واتّصالا مباشرا بروح الوجود وإشارات الخالق. تعود ظلال رمضان في دورة تدريبية جديدة .. يرتقي فيها كثيرون إلى مصافّ الانسانية الكادحة نحو الاكتمال .. أرجو أصدقائي الأفاضل أن نكون من ضمنهم، بارك الله رمضانكم، ويسّر لكم النّجاح في تخطّي عوائق النفس، بتحرير البصيرة، وسكينة القلب، وطمأنينة الضّمير .
يا منية المشتاق يا روضة العشّاق يا نشوة الأحداق يا منعش الأرماق .. مرحبا .. يا عمدة المحبّين ودرب السّالكين ونهج المريدين .. مرحبا .. يا نسائِم الجِنان وظُلة الرّحمان ومجلّي الأحزان .. مرحبا .. يا نشيد الرّوح وشفاء القروح وحادي الطّموح .. مرحبا ..
يا مُحرّر الوجدان وفسحة القرآن وموقظ الإيمان .. يا غنيّا عن البيان وناطقا بلا لسان .. مرحبا. طوبى لمن فتح قلبه لاحتضان نفحاتك واغتنم وحيك وارتقى درجاتك .. طوبى لكم أيها الطيّبون تسارِعون إلى استقبال بدرهِ بعيونٍ سخيّة وأيدٍ نديّة ونفوسٍ رضيّة ..
قد نجوع في هذا الشهر إلى المأكل .. ولكنّ جوعنا إلى المعانِي طال، وقد نظمأ شوقا إلى الماء .. ولكن ظمأ أرواحنا إلى الصّفاء أكبر. سلامٌ عليكم جميعا وكلّ حين وأنتم على درب الكدح نحو اليقين وقِبلة المحبّين .. والحمد لله ربّ العالمين.