طنبور الطنقور المقعور !

Photo

هل هو من بابِ الأدبِ أو اللياقَةِ أو الذّوق ... أن تنطلِق مثل هذه الأصواتِ بالتشنيع والتشهير .. بعادة تعبّديّة إسلامية قديمة قِدم الإسلامِ في تونس ؟ هل لهذا السّلوك وشِبهِهِ .. من الّذين لَم يسْتطِيعُوا التغلّب على ظلاميّتهم ودوغمائيتهم الإيديولوجيّة صِلَةٌ بالمدنيّة والديمقراطية والتقدّميّة ..؟ ألم يكُن من الأجدر أن يُبرهنوا على قدرتِهم على قبول الاختِلاف والتعايش السلمي والتواصل الحضاري مع مواطنِيهم .. بتقديم التهانِي بالعيد .. عِوض التعابير الاستفزازية ..؟

كيفَ استطاعَ هؤلاء أن يتجرّؤُوا على طبيعةِ المجتمع التونسي المُسلِم .. بإطلاقِ بالونات الإثارة وافتِعالِ الخصومات وتوتيرِ الأجواء والاستهزاء بالسلوك التعبّدي للمسلمين .. لولا روح التّسامُح التي يتحلّى بها المسلمون فِي تونس ..؟ إنّ إنكار الكثِيرين منهم لمبادئ الإسلام وقواعِده ـ كالصيام .. ودعوتهم للمجاهرة بالإفطار ـ لم يعُد خافِيا، في الوقت الذي يدّعون فِيه الإسلام ! .. لهم حرّيتهم فِي ذلك ولكن .. ليس إلى حدّ النّفاق الذي يتصرّفون فِيه كأنّهم أوصياء أو آباء المجتمع!!

ومن بابِ التلبيسِ الذي يعمَدون إليه ـ مكرا ـ ربطُ الإسلام باعتبارِه عقيدة المجتمع التونسي بتيّارٍ سياسيّ .. بل يوغِلون في التّدليس بجمع كلّ تيارات الإسلام السياسي والثقافي والصوفي .. فِي جُبّةٍ واحِدة هي الإخوان .. أو الوهابية .. أو الإرهاب. والمعلوم أن المنخرطين فِي تيارات الإسلام السياسي أو الثقافي أو الجمعياتِي قلِيلون جدّا .. فلِمَ الكذب والتزوير .. يا دُعاةَ التّنوير ؟ قولُوا جهارًا إنّ مشكلتكم مع أصول الفكر الإسلامِي ولا تجعلوا من الأحزاب قميص عثمان.

إنّ هؤلاء .. لا يكتفون بتهميش اهتماماتِ النّاس وبلبلة نفوسهم .. بل يزرعُونَ الفتنة ويسعَونَ لتمزيق الوَحدة الوَطنية الهشّة .. وإلاّ ما الّذي يُزعجُهم من صيام النّاسِ أو صلاتِهم أو تكبيرِهم فِي رابِعة النّهار .. ؟ إنّها حالَةُ فَراغٍ وعطالَةٍ عن التفكير المجدِي .. وإفلاسٌ فِي التّصالُح مع واقِع المجتمع الثّقافِي والقيمي والأخلاقي .. والسّؤال الأخير : من الّذي يحرِصُ على تغييرِ طبيعة المُجتَمع التونسي ومن الّذي يبرّرُ باستفزازاتِه العجيبة ظهورَ نزعات الرّفض والتشدّد والانغِلاق المضادّ ..؟!

ثمّة تراخٍ يتحمّلُه المثقّفون المسلِمون حِينَ لا يعملون على تطوِيرِ النظر فِي مرجعيّاتِهم وإعادة بناء الأولويات والأسئلة فِي ارتباطٍ مع حاجات الواقع، لافتِكاكِ زمامِ المبادرة من الانفعاليّين والمغامرين .. والرّدّ المفحم على أدعياء التحديث الّذين لا بدِيل لديهم فِي الحقيقة غير الشّعارات الجوفاء والتصدية الفارغة .

كنّا نخالُ أنّ سؤال الهويّة والجدل حولها انتهى مع السنوات الأولى للانتفاضة .. كما حسَمَهُ الدستور فِي فصلِه الأول وفِي عدد آخر .. ولكن هل يفهَمُ هؤلاء أنّهم رجعيّون جدّا ولا يستطِيعون تجاوز مراهقتهم الإيديولوجية والسّياسية ؟!

Commentaires - تعليقات
Jannet aden
07/09/2016 16:20
لقد غطى الكاتب جميع جوانب الموضوع ... ونحن نعرف جيدا ان الدين لله وان انكار الذات الالهي انتهى مع انتهاء بدعت التطور ومشاكل الكنيسة في الغرب وعاد علماء الطبيعة والكيمياء والفيزيا والرياضيات والطب والجيولوجيا الى ان الكون له خالق ...انتهى بالنسبة للتشكيك في العقيدة والاله الواحد الاحد ...انا مايجري في بلادنا فهو حتما تبعا للتخلف والجهل الذي نعاني منه بسبب عقد من زمن التهميش والنتشار الجهل والشعوذة وغيرها بين الناس فلا تلوموا الابواق انها من ضمن الجهل الغباء عقول فارغة مثل الطبول تحدث اصوات عند الضرب عليها بينما المؤمنون يواصلون طريقهم نحو النهاية التي سيصلها جميعنا يقف المرضى في الطريق يقرعون الطبول والاسلام قادم ولو كره الكافرون ...