ما يلفت الانتباه ان التوانسة على اختلافهم تعاملوا مع الانقلاب الفاشل في تركيا وكأنه شأن داخلي ،
سواء من انتصر للشرعية والديمقراطية .
او من فرح وتمنى انتكاسة للإخوان المسلمين بزوال اردوقان وانتهاء مسيرة حكم العدالة والتنمية ،
وفي كلتا الحالتين اسقاط على الحالة التونسية ، فتمني زوال النهضة المشهد يبيح للبعض القبول بالكفر بالديمقراطية والتهليل للانقلابات وعودة الاستبداد فالمهم ازاحة الاسلام السياسي الى الابد حتى وان احتكم الى الديمقراطية ونبذ العنف ودعّم المكاسب الحداثية . فالإخوان مرفوضون لأنهم ينتصرون في الانتخابات او لأنهم مشروع لدولة دينية تيوقراطية .
اما الاسلاميين والقريبين من النهضاويين والإخوان يرون في الانقلاب على اردوقان مقدمة للانقلاب في تونس…
او على الاقل فان اعداءهم في الداخل والخارج سينفرد ن بهم ويعيدوهم الى السجون خاصة وان تداعيات الانقلاب على مرسي لا تزال جارية ، ومن جهة اخرى فان الصراعات الداخلية اليوم خاضعة لأحلاف اقليمية وتركيا الدولة القوية بقيت هي الوحيدة التي تدعما لانتقال الديمقراطي في دول الربيع كما انها تقدم مثالا ونموذجا استثنائيا في نجاح حكم الاخوان وقدرة مبرهنة على الجمع بيم الاسلام والعلمانية مع اعطاء اولوية للتنمية بدل الشعارات الدينية .
في الوقت الذي تختلف فيه النخب والساسة وعامة الناس حول الانقلاب في تركيا نجد اصحاب الشأن في تركيا لم تتردد نخبهم ومعارضتهم وأحزابهم يمينا ويسارا في الوقوف ضد الانقلاب لان الامر لا يحتمل الشماتة في خصم سياسي بل هو مصير وطن ودولة وإرادة شعب .
محمد يوسف: كاتب وإعلامي