أهلي في تطاوين

Photo

شهران او اكثر وأنتم تقرؤون وتسمعون شتى أنواع الاتهامات وأقسى ألفاظ السباب، شهران أو أكثر وأنتم في الأزقة والأنهج والشوارع، ومع ذلك لم يسمع العالم عندكم صوت كأس تكسّر أو دوي حجر على حائط أو صريف باب خُلع.

شهران او أكثر وكلما تكلم أحد منكم إلا وشدّد على الالتزام بالسلمية، حتى بعد الأحداث المؤسفة المدانة بكل المقاييس التي جدّت اليوم، لن يفلح من يحاول رجمكم بالعنف والفوضى والتهوّر في إقناع إلا من يبحث من تلقاء نفسه عن إيجاد أي سبب لإدانتكم.

مع هذا،

أخبار متداولة الليلة، لا أعلم مدى جديتها، تتحدث عن محاولات لزرع مندسّين بين ظهرانيكم. كونوا يقظين، عقّلوا المنفلتين وتثبتوا من الوافدين عليكم، من المؤكد أن منهم متضامنون صادقون معكم لكن من الممكن أيضا أن يكون بينهم مندسّون يريدون تشويه تحركاتكم… كونوا يقظين وخذوا حذركم…

كونوا أنتم التغيير، فالعالم يحدّق إليكم، ابهــــــروه !

رغم قرابة شهرين من الاحتجاجات التي وقع تجاهلها حتى تأججت، كان يمكن مع ذلك أن تنفرج الأمور وهيبة الدولة مصانة لو تصرّف بحكمة لكنه طلع علينا في اليوم العاشر وألقى خطابه الذي عفّن الأوضاع فاتجه الشباب نحو محطة الضخ وتعقّدت الأمور.

الليلة، يختار وزيره الأول الحل الأمني ويلوّح بفض عنيف واستعجالي للاعتصام رغم خصوصية الجغرافيا المفتوحة وظلام الصحراء الدامس فيخرج الأهالي في مدن الولاية رفضا لهذا التمشي…

"عماها" عوض أن "يطبها" رغم نصيحتنا المسبقة له !

سيكون الرئيس وذراعه في القصبة مسؤولان عن أي ضرر يصيب المواطنين أو عن أي انفلات يمكن أن تشهده المنطقة والبلاد. التسلّح بالحكمة والحوار الجدي هما فقط الكفيلان بالحفاظ على البلاد والعباد.





Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات