لا زلنا ننتظر بيانات وزارة الداخلية لتأكيد هوية عملية السطو على بنك الآمان بالقصرين من طرف اربعة انفار مسلحين بالكلاشينكوف، وتذكر بعض الروايات ان الأنفار الأربعة كانوا مسنودين بسبعة افراد للدعم والتغطية،
وترشيح هذه العملية كونها عملا إرهابيا يدخل في باب الإحتطاب الذي تمارسه الجماعات الجهادية لتوفير مخزون التغذية والسلاح والأموال، ولكن ان تأتي هذه العملية في وضح النهار وأمام اعين الناس وفي وسط المدينة التي تعج بالناس ولها صبغة أمنية خصوصية يعبر عن حالة الضعف الأمني الذي صارت تعيشه الدولة التونسية،
فما بين جهاد الجبل في عين سلطان وجهاد المدن في مدينة القصرين يبدو ان الدولة التونسية دخلت مرحلة الإكتئاب السياسي بما زرعته من أخلاق سياسية فاسدة يتحكم فيها بارونات التهريب والفساد مشفوعة بغلاء الاسعار وتوسع دائرة الضرائب لتشمل الفقراء دون الأغنياء..
نجحت ألوية الدولة العميقة وسرايا الإسلام السياسي في تعفين المشهد الثوري التونسي ليبلغ مرحلة الإكتئاب الذي اصاب الشعب التونسي مرفوقا بالشعور عجزا وخيبة وإستقالة وعدم المبالاة، وعبرت المعارضة عن إفلاس مخز لتقديم تصور المنقذ، فكان الصمت والحيرة شعورا عاما لدى كافة افراد الشعب التونسي..
ما حدث في القصرين اليوم ليس غريبا عن سياقه، لقد تحولنا بالثورة من مرحلة الإنتخاب إلى مصير الإكتئاب، وفتحنا للجماعات الجهادية أبواب الإحتطاب… تنتظرنا سنوات العقاب والعذاب…
ليس من عادتي بث اليأس، لكن من شروط الأمل… العمل…