عنوان المرحلة: كيف تخمد ثورة

Photo

بعد موجة الثورات العربية الشعبية التي عصفت بالعالم العربي سنة2011 تم مراجعة المعاجم و الكتب و الأطروحات و النظريات السياسية و إضافة مصطلحات جديدة و تحيين البعض منها لكيفية قلب نظام الحكم بين ثورة سلمية شعبية بدعم خارجي سري و ثورة سلمية شعبية بدعم خارجي معلن و ثورة شعبية مسلحة كلها مدعومة من الخارج و غيرها من المسميات.

الجديد هنا أننا ندخل في مرحلة جديدة بعد خمسة سنوات عنوانها الأول كيف تخمد ثورة و تكمم الأفواه و تسكت أصوات البطون الجائعة و تحبس أنفاس شباب عاطل و معطل و يائس و تمحي من العقول كلمات ثائر و ثوار و ثورة هنا يجرنا الحديث عن التجارب الحديثة في الخمسة سنوات الماضية في دول العربية التي شهدت ثورات سأختصرها بطريقة سطحية و بسيطة بعيدا عن الكلام الأكاديمي الذي ليس من اختصاصي .

هناك ثلاثة طرق حديثة لإخماد ثورة و هي صناعة عربية خالصة تمويل - تخطيط –تنفيذ !!!

-أولا : الطريقة المصرية و هي إنقلاب عسكري سريع و دموي على الشرعية الانتخابية و إلغاء دستور ما بعد الثورة و إعتقال و سجن الرئيس المنتخب و التسريع بإعادة إنتخابات مزورة و تنصيب عسكري بانتخابات رئاسية مزورة بشهادة القوى العالمية و هنا يجب أن يتوفر لديك حدود مع إسرائيل باستعمالها قوة ضغط للاعتراف بك كأمر واقع من أجل قبول المرحلة الجديدة عالمياً و إقليمياً.

-النتيجة إجابية و ناجحة و سريعة .

- الخسائر البشرية بضع آلاف بين قتيل و جريح و معتقل.

-الخسائر الاقتصادية لا شئ لانه أصلا لا يوجد إقتصاد في أي دولة عربية.

-الخسائر المالية لسلطة الإنقلاب لا شي لأن دولة الإمارات العربية هي الممول الرئيسي للمشروع تدفع لك تسبقة على الحساب و عند نهاية المهمة ستغرقك بأموال البترول.

**- ثانياً : الطريقة السورية و هي المصنفة الأكثر دموية و وحشية هنا يجب أن تكون لديك عديد الأدوات و الآليات الضرورية أهمها:

- ان تمتلك جيش قوي .

-أن تكون لديك حدود مشتركة مع إسرائيل .

- أن تتنازل عن سيادتك الوطنية و تقديم وطنك للمستعمر من القوى الكبرى العالمية للإشراف و التخطيط و التمويل و التنفيذ و هنا المثال روسيا و إيران.

-أن تتعاون مع كل أجهزة الاستخبارات العالمية و على رأسها الموساد لصناعة فزاعة عالمية إسمها الإرهاب و داعش لكي تستطيع الصمود أطول فترة ممكنة حتى يتم الوصول إلى تسوية لنزاع.

-الاستثمار في الخونة من البلدان العربية من رجال السياسة و الإعلام و الثقافة لمحاولة إقناع الرأي العام أنها ليست ثورة .

- أن تكون مستعد لحرق و تدمير البلاد و العباد .

- النتيجة إجابية و ناجحة و هي نهاية الثورة و نهاية وطن .

- الخسائر البشرية مئات الآلاف بين قتيل و لاجئ و معتقل و يتيم و مفقود.

-الخسائر الاقتصادية والاجتماعية تحطيم مكونات الدولة وأركانها وفسخها الى الأبد من الخريطة العالمية و تسليط عقوبة جماعية و إبادة عرقية و أنتهاج أسلوب الأرض المحروقة كي لا يجد أحد شئ من بعد رحيلك و هو إنتقام الحاكم الجائر من شعب أراد تغييره.

-الخسائر المالية لا شئ لأن الأموال الضائعة على الشعب و الدولة طيلة فترة الثورة السلحة هي في الاصل كانت ذاهبة الى البنوك الأجنبية و الارصدة السرية للحاكم .

*-ثالثاً : و أخيراً الطريقة التونسية و هي الأقل دموية و أقل تكلفة مادياً و إقتصاديا و إجتماعيا و هنا يجب أن تقوم بخمسة خطوات أساسية إستراتيجية و جيوسياسية أهمها :

1- إبعاد رموز النظام السابق و الفاسدين من دائرة الحكم مؤقتا و بأشكال مختلفة منها السجن المؤقت و النفي خارج البلاد أو تهديدهم و إجبارهم على الاختفاء المؤقت مع المحافظة على ممتلكاتهم و ثرواتهم و إستعمالها و سيلة ضغط.

2-نشر الحرية التامة و الفوضى الخلاقة و توسيع أقصى ما يمكن من مجال الحقوق و الحريات في كل المجالات و التسريع بإجراء انتخابات و تغيير الدستور تحت حكم مؤقت لإقناع الثوار بأن ثورتهم نجحت لكي يعودوا إلى منازلهم و ينتظروا أن تتحقق أحلامهم الوردية و كأنهم قاموا بثورة لتغيير الدستور!!!

3- إعادة الانتخابات و الخروج من الحكم المؤقت و هنا الفرصة سانحة بإرجاع رموز النظام السابق بوجوه جديدة و بطريقة ديمقراطية و مباركة الثوار أنفسهم لانهم يريدون إنهاء النظام المؤقت .

4- عودة رموز النظام السابق للحكم بطريقة ديمقراطية سيوفر لك الدعم المادي و السياسي لكي تستطيع أن تحكم شعب عربي فقير ولأن تزاوج المال و السياسة و الفساد السابق هو أقصر طريق للحكم و خيار مكافحة الفساد و إبعاد رموز النظام السابق الفاسد خيار مكلف و طويل و شاق و نسبة نجاحه غير مضمونة و قد تعجل بنهايتك و هنا يجب عليك نشر فكر التوافق و التشاور و المصالحة الوطنية و طي صفحة الماضي .

5- تحالف الجديد الراكب على ظهور الثوار و سرقت أحلامهم مع جلاد الأمس الذي يملك النفوذ و المال سيعطي نتيجة طيبة تستطيع هكذا أن تحكم لسنوات و تخمد أي ثورة أو إحتجاج يكفي فقط أن تستثمر في الإعلام و بعض أشباه المثقفين و إنشاء شبكة من الجمعيات و المنظمات و بعض النقابات العمالية لكي يقوموا هم بمواجهة أي تحرك او إحتجاج و تغيير أهدافه و تشويهه بكل الطرق و الوسائل و إخراجه على أنه فوضى و تخريب للبلاد و لايخدم الشعب من المستحسن كذلك أن تكون حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية لكي يكون لديك قطيع لا يقول لا و لا يفكر و لا يناقش .

الخلاصة : ان هذه هي اهم طرق إخماد الثورات العربية في الخمسة سنوات الماضية في إنتظار نهاية الطريقة الليبية و اليمنية لمزيد إثراء الساحة العربية بتجارب الرائدة .

نصيحة : إلى كل شعب عربي يريد أن يقوم بثورة في المستقبل أنصبوا المشانق قبل شراء البنادق
و عندما تغادروا الساحة لا تتركوا أحداً خلفكم .

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات