لما أقدم رئيس الحكومة على إقالة وزير الصحة، وصف عملية التلقيح المباغتة و المفزعة، “بالعمل الإجرامي “و قال من ضمن الكثير أنه صبر على هذا الوزير وكأنه يوحي بأن هذا الأخير لم يكن لا قادرا و لا حتى كفؤا وهو دون غيره المسؤول عن تردّي الوضع في وزارة الصحة و بالتالي عن الحالة الوبائية الراهنة.
كيف حدث هذا و لما لم يجرؤ على تنحيته ؟
نفهم من بين الكلمات أنه لم يقدم على عزله هذه المدة بطولها لأن الرجل محسوب على رئيس الدولة وكأن موازين القوى في الحكومة كانت أهم من أرواح التوانسة.
ألتقط رئيس الدولة لحظة فوضى التلقيح وسلّم بأنها جريمة ثم علّق “إنها مؤامرة “ و كالعادة، بدون أن يشير إلى من حاك هذه المؤامرة و لمصلحة من كانت ستصب و الغريب أنه سارع لاستقبال الوزير المقال و كال له المديح و هو المتهم بالعمل الاجرامي.
كيف نفهم ؟ و بالأخص كيف نصبر ؟
كيف نصبر و نحن نرى ما هم يفعلون بوطننا و هم يتبجحون بتفانيهم من أجله. هل يعرف التوانسة أن تونس مطالبة، أواخر هذا الشهر و بداية الشهر الأتي، بسداد قسطين من قروضها ب 500 مليون دولار لكل واحد منهما ؟