نتبّع من مدة طويلة في قضية القاضي بشير العكرمي، ولأن ثقتي كبيرة في هيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وخاصة صديقي الأستاذ رضا الرداوي، كنت ديما نقول أن الجماعة لازم باش يكون عندهم حق، ماهمش باش يتبلّاو على الراجل بالباطل وهم من خيرة المحامين.
لكن حكاية تهريب 6200 إرهابي، ظهرتلي بصراحة كبيرة برشا وخلاتني نشك. تي حتى لو كان أبو بكر البغدادي خليفة داعش هو بنفسه وكيل الجمهورية، مستحيل ينجّم يهرّبهم الكل!!
المهم بعد اطلاعي على أجزاء تقرير تفقدية وزارة العدل المنشور من قبل هيئة الدفاع، وخاصة مقال جريدة الصباح يوم الأحد، ومن ثمة ردود القاضي بشير العكرمي ومحامييه على التهم الموجهة ليه وبيان عدم جديتها، وإصرارهم على طلب تتبع المتفقد العام لوزارة العدل بتهمة التدليس بعد كشف مساعيه لتوريط وكيل الجمهورية السابق وإدانته بالباطل؛
أرجح بأن يكون استهداف القاضي بشير العكرمي، داخلا في إطار الصراع السياسي مع حركة النهضة بالنسبة للبعض، والمقايضة لإنقاذ رأس الفساد في المنظومة القضائية الرئيس الأول الحالي لمحكمة التعقيب الطيب راشد بالنسبة للبعض الآخر.
أخشى أن تكون الحقيقة هي الضحية الرئيسية من هذه المعركة، فضلا عن تلويث سمعة وشرف قاض أبلى البلاء الحسن في معركة تونس ضد الإرهاب وخاصة في قضيتي باردو وأمپريال سوسة، بشهادة جهات دولية…
مع الحفاظ على المسار الحالي في التحقيق في قضية اغتيال الشهيدين، أرى أنه علينا في نفس الوقت استكشاف مسارات أخرى، لعل أهمها ما راج عن تورط جهة استخبارية أجنبية في الاغتيالين.
يجب أن لا يعمينا الصراع السياسي عن البحث عن الحقيقة، حتى لا يضيع دم الشهيدين ويُقتلوا مرتين. مع التزامي المطلق بالسعي للحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة.