سيدي الرئيس الأول
أصدر الانقلابي مرسوما أحدث بموجبه هيكلا لقيطا أسماه "المجلس الأعلى المؤقت للقضاء"، ونصّبك رئيسا صوريا له.
سيدي الرئيس الأول، أذكرك بأنك أديت يوم غرة نوفمبر المنقضي ويدك اليمنى على كتاب الله، القسم التالي:
"أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال السلطة القضائية طبقا لأحكام الدستور والقانون".
سيدي الرئيس الأول، أذكرك بأن المجلس الأعلى للقضاء المراد الانقلاب عليه، هو الذي بشرعيته الدستورية فوضك لأعلى منصب قضائي في الدولة على رأس محكمة التعقيب.
سيدي الرئيس الأول، لا تنس قصة التيجاني عبيد واتحاد الشرفاء الذي سعت السلطة من خلاله لتدجين الاتحاد العام التونسي للشغل وضرب استقلاليته. وتعرف جيدا كيف انتهى ذلك الانقلاب وكيف انتصرت الشرعية وذهب التيجاني إلى مزبلة التاريخ يلاحقه إلى أبد الدهر عاره. ولك من التاريخ موعظة.
سيدي الرئيس الأول، ارفض قبول منصب الخيانة المعروض عليك. فبرفضك ستفشل محاولة السطو الخبيث على السلطة القضائية وتجنب القضاء والمتقاضين أزمة كبرى، وستنتصر لاستقلال القضاء وقيمه السامية. ليكون الإصلاح المطلوب للقضاء عملا حيويا ومدروسا بعمق، يجري بالوسائل الشرعية وليس بواسطة انقلاب يؤسس للاستبداد…
سيدي الرئيس الأول، بين المجد والخيانة قرارك حاسم، ووحدك ستتحمل أمام الله والتاريخ وزره.