لو كانت في شعوب تحترم النضال ، لكانت أيقونة الحرية ، عمرها توزع مزقا بين ديكتاتورية جاثمة وديكتاتورية قادمة ، عمر مليء بالألم والدموع لكن الحب في قلبها لهذا الوطن ، لم ينطفيء أبدآ ..
هي كغيرها كثيرات في هذا الوطن ، يقفون له حبا وكرامة بلا مقابل ، تعيش على الكفاف ، دون وظيفة تكفلها حتى .. و لكنها تقاوم ...
لم تقف يوماً تبكي قفة مشطة ، ولم تتسول منظمات الدفاع عن المرأة في موائد السحت ، و لم تسأل عن سعر النضال ..
هذه ومثيلاتها هم ملح الأرض ، و نور السماء ، يقاومن الرداءة بأجساد نحيلة ، عزلاء ، منهكة ، و بأرواح لا يزيدها العمر إلا لمعاناً ..
صورتها مع شقيقها في الروح وفي وقفة لا تقل شرفا عن وقفة الحسين في كربلاء ، ضد السلطة الغاشمة ، في تواصل لروح الكفاح التي لا تموت مع الأجيال ، منذ كربلاء القديمة إلى كربلاءاتنا المتجددة عبر التاريخ ، في صراعنا ضد لصوص التسلط ، وفي معركة الدم مع السيف ، والقلم مع الزيف ، و بوصلة الحق ضد الحيف ..
إمراة لا سلطان لها ، أداهنها عليه ، و لا مال لديها أطمع فيه ، ولكني استمد منها انسانيتي الضائعة ، و كرامتي المهدورة ، عند من يصادر قراري باسمي دون مشورتي ، و يحكمني باسمي دون تفويضي ، و يكتسح برداءته كل حلم جميل في حياتي ..
شكراً نعيمة وسنية لأنكن هنا ، ولأنك لم تخسري نفسك في مستنقع بيع الذمم ، رغم أن سنوات الثورة ، لم تستفيدي منها بقرش ، ولا وظيفة تسد الرمق …
وتبقى الصورة أعمق من أي كلام .
خلص الكلام.