أحد أزمات النظام الأردني الكبرى أنه لم يعد قادرا على شق البلد ، ولا على دق الاسافين .. خصوصا ، ثم خصوصا ، ثم خصوصا أن من يقودون النضال ضد الكيان الصهيوني ، ومجمل الفعاليات المؤيدة لمقاومة الشعب الفلسطيني هم مناضلون من أبناء العشائر الأردنية .. ومن يتابع فعاليات "حي الطفايلة" يعرف ذلك جيدا .
لا بل من يدقق في عمليات الاعتقال بسبب الرأي ، أو المواقف السياسية منذ حوالي عشرة سنوات يلاحظ أنها استهدفت أبناء العشائر الأردنية بالذات .
يعني يا نظام بل خطابك الفتنوي واشرب ميته ، أبناء الاردن العروبيين الأصلاء ، الرجال الرجال هم من يسقطون كل محاولات تفكيك ، وضرب وحدة الشعب الاردني خلف مقاومة الشعب الفلسطيني.
لا كرة القدم ، ولا شيطنة الشعب عبر المبالغة في الحديث عن الجرائم الاجتماعية ، ولا مهزلة العنف ضد المرأة ، ولا تضخيم ملف حوادث السير ، ولا الفيلم السوريالي تبع تجارة المخدرات ، ولا اي عنوان آخر يمكن أن يلهي الناس عن قضاياهم الكبرى .
رفض التطبيع مع الإحتلال ، رفض احتلال البلد من القواعد الأمريكية والأوروبية المعلوم منها والسري . رفض تسليم البلد لوصفات صندوق النقد والبنك الدوليين ، والتعامل مع أوامرها كأنها تعاليم مقدسة ! .
الشعب عرف ولم يعد جاهلا ، والابواق التي تنبح بالفتنة ، وتستدعي خطاب التحريض لا تتجاوز سعال كلب اجرب في برية واسعة .
المظاهرات في الأردن .. تؤكد جملة من الحقائق :
اولا : الشعب الاردني كله ضد الإبقاء على الاتفاقيات مع الإحتلال مهما كان نوعها أو مبرراتها .
ثانيا : لم يحدث أن تنصل طرف من معاهدة ، ومع ذلك يصر الطرف الآخر على الإبقاء عليها ! .
هذا يعني أن المصرين على الإبقاء على العلاقات مع العدو ، ليسو أحرارا ، ولا يملكون قرارا ولا سيادة لهم ، ولا صلاحيات تتعلق بالولاية العامة على الدولة ، ولا على مصالح شعبها .
ثالثا : تملك الجماهير المحتشدة، بما تمتلكه من شرعية شعبية جارفة ، حق المطالبة بعزل ، واستقالة ، ومحاكمة المصرين على العلاقات بالعدو بتهمة الخيانة العظمى .
وشكرا.