في زمن آخر .. كانت الحركة الطلابية هي الأكثر فاعلية وتأثيرا وتجاوبا مع قضايا الأمة ، ومع القضايا المحلية . كانت السلطة تخشاها حتى في زمن الحكم العسكري ، "لا اعرف لماذا أسموه العرفي ؟! " .. كما لا اعرف لماذا يصرون على كذبة أنه انتهى !.
وكان تحرك الطلاب في الجامعات يرفع سقف المطالب إلى أقصاها ، ولطالما امتاز بالمبدئية ، والنقاء ، والصلابة ، والثبات، والمراكمة . لذلك كان الوصف الشائع للحركة الطلابية هو : الحزام الناري .
كما أنها قدمت لخندق المقاومة ضد الاستعمار المباشر وغير المباشر ، ابرز قادتها ، ومقاتليها ، وشهدائها ، وأسراها ، وكتابها، ومثقفيها ، ومبدعيها في مختلف حقول المعرفة.
اما اليوم ؟! تأمل ما ترى ! .
عنف جامعي لأسباب تافهة، صمت كصمت القبور أمام القضايا الكبرى ، حتى تلك التي تعد شأنا طلابيا بحتا ، مثل مخرجات التعليم، وعلاقتها بسوق العمل، ، وفلسفته ، ومساقاته ، وأهدافه ..
تعليم تجهيلي، متعلمون اميون، خريجون منفصلون عن الواقع ، تفاهة ، وسطحية ، في بيئة تعليمية هي مزارع لاستنبات الغباء ، والانتهازية ، والتمركز حول الذات ، والرغبات الدونية ، لا بل الدنيئة ! .
تعليم في جامعات جل ما تدور حوله (فلسفتها) التعليمية ، الارتزاق ، والنفعية المادية الربحية بأكثر الطرق احتيالا ، ورخصا، واستغلالا للحاجات عبر الاستثمار في الجهل ، وتكريس الاختزالية المهينة للمعرفة ، والمذلة للراغبين فيها .
ترجمة بلا هوادة عن منظومة الثقافة في الغرب ، تكديس لأسماء المراجع التي (نسخ) عنها الطالب بحثه بلا حياء ،.
وما هي الحصيلة ؟
الحصيلة هي "المقابر الجماعية" لعقول أجيال وأجيال من شباب الأمة ، والتي تسمى زورا جامعات ! . الحصيلة تثور الجامعات في امريكا من أجل "قضية العرب الاولى " بينما طلاب العرب أنفسهم يتصرفون مثل حبل غسيل العايبة .. الظاهر نظافة والنية عهر .
غص بالك ما اجبنك ، وما أسخف من جامعتك، وما أحقر من استاذ علوم سياسية يترجم ما يقوله الأمريكي ، والصهيوني .
عائلات تجوع ، وتقترض من أجل تعليم طالب واحد والنتيجة صنادل .