كل أمة تعرضت للاحتلال سواء المباشر أو "غير المباشر " ستجد أنها انقسمت في الموقف من الاحتلال إلى ثلاثة أقسام: اقليتين، وأغلبية واحدة.
الاولى أقلية من يحملون السلاح ويقاومون ، وفي الاحتلال غير المباشر ، عبر أنظمة وكلاء محليين مثلا , تكون المقاومة سياسية عبر معارضة حقيقية، واحيانا تتصاعد إلى مقاومة مسلحة ضد السلطة العميلة .
يمتاز المقاومون بأنبل ما في شعب من صفات ، فهم يختارون طريقا يعرفون أن لا مكاسب ذاتية فيها، بل فيها إما الموت أو الأسر ، أو الإصابة بجراح قد تجعلهم بحاجة إلى المساعدة مدى الحياة، أو يمنعون من العمل، أو يحاربون اجتماعيا ونفسيا.
المقاومون حالمون ، وعشاق ، وانقياء، وطيبوا القلب.
الأقلية الثانية هم المهزومون من الداخل ، الذين يركعون للأجنبي ، ويرون فيه صفات مبهرة . تمتاز هذه الفئة بتبخيس الذات ، واحتقارها، وبالأنانية والتمركز حول الذات، وتقديم مصلحتها على كل شيء ، لذلك يتعاونون مع العدو مقابل اي ثمن ، وينحطون بذواتهم إلى مستوى البهائم، ويعتاشون مثلها على الكلأ والماء.
"راجع قصة أحد اشهر الجواسيس في سجلات المخابرات المصرية " وتم تجنيده فقط مقابل القليل من السكر والشاي! بعد احتلال سيناء ، ولاحقا تم تجنيد زوجته ، واخيرا جندوا حتى أطفاله للتجسس على زملائهم في المدرسة من أبناء الضباط في الجيش المصري!" .
هذه الفئة يمكن أن توصف بأنها في صفاتها وتكوينها، نقيض تام لشخصية المقاوم . أنه ذليل، رخيص، نذل، سفيه، حقير ، تافه، وصندل.
الفئة الثالثة، وهي الأغلبية، هي عموم الشعب الذين يتعاطفون مع المقاومة ، لكنهم لا ينخرطون بها بادئ الأمر ، ثم مع تراكم انجازاتها، وتنامي الثقة بها ، تتجه تلك الغالبية إلى الالتحاق بالمقاومة ، أو تطوير دعمها لها من التعاطف السلبي ، إلى الدعم المالي ، والاجتماعي ، والثقافي .
ولذلك يستهدفها المحتل بجرائم الإبادة ، والعقاب الجماعي عبر الحصار ، والتجويع ، والانتقام ، التي تتصاعد كلما تعرض للهزيمة امام المقاومين في الميدان .
لذلك يعمل الإعلام المقاوم على تحصين هذه الأغلبية باعتبارها مخزونه الاستراتيجي، وذخيرته الحقيقية .
في حين يتجه الإعلام المعادي إلى تعزيز فئة المهزومين والخونة ، عبر تزويدهم بالإشاعات المضللة ، ويستهدف أيضا الغالبية الداعمة للمقاومة لتأخير التحاقها بها ، فهو يشوه سمعة المقاومين ، وينشر حولهم الاشاعات الكاذبة.