القوقعة الذاتية والغربال اللاشعوري نرجسية وثقة في النفس زائدة للتيار الديمقراطي وحركة الشعب فوتت على الشعب والوطن وحدة المسار والمصير لأنصار الثورة.
ودائما قوى تعتقد انها ثورية وحقانية أكثر من غيرها تمنع بعنجهيتها وغرورها وصلفها شعوريا أو لا شعوريا ان تتوحد كل القوى التي عانت من الاضطهاد من أجل بناء تونس المستقبل فنداء تونس اخترق الصفوف بواقعيته حين خاب اليسار وكذلك حزب النهضة معا لبناء وطن الجميع فافترقا وكان الدثار الايديولوجي هو القاضي والحاكم ليفصل بين مساراتهم فيختلفا.
وها هو مرة أخرى حزب آخر قلب تونس ينفذ بواقعيته بين ثنايا من يتكلمون بلسان الثورة ويتعالون بصياحهم ويتعلقون بمثاليتهم ليفوتوا مرة أخرى على الشعب ان تصطف القوى التي تعتبر نفسها منحازة للثورة وعانت من الضيم والاستبداد لتضيع الفرصة مرة أخرى لشراكة حقيقية من اجل الشعب والوطن.
لا بد ان للعقل الثوري الغير ناضج احلام واوهام يغتالها الواقع بسطوته فيضيع الأمل وتتبخر الأحلام. انها تونس بتنوع وتشتت طبقتها السياسية ومدارسها الفكرية ومرجعياتها العقائدية وغياب ديمقراطية حقيقية تغيب مصلحة الوطن وتذهب ريح السياسيين المدعين الثورية الى حيث مصلحتهم واهدافهم. وان غد لناظره قريب.