وصفه الناشر حسن جغام، صاحب دار المعارف بسوسة، في كتابه "مذكرفات ناشر" الصادر سنة 2009، بأنّه "صفحة سوداء في الحركة الثقافية التونسية في التسعينات من القرن الماضي أو غمامة عقيمة من حسن الحظّ أنّها مرّت دون رجعة". ونقل عنه أنّه كان يفتخر بأنّه لا يُقرأ كتاب في تونس إلاّ إذا نال موافقته.
هو أنس الشابي، شارك صورته محتفيا بحضوره في اعتصام جماعة عبير موسي أمام مقر فرع تونس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. أنس الشابي الذي لا يكف عن الدعاية لموسي ولنظام بن علي وسياساتهـ، في مداخلاته الإعلامية، وعلى صفحتيه بموقع فايسبوك، هو مثال لنوعية أنصار تيار الفاشية الصاعد في تونس، بخبرته التخريبية في المجال الذي استخدم له.
وإلى جانب الشابي، متقاعدون أمنيون، عدد منهم عمل في الاستعلامات وعدد من مصالح الإدارة العامة للمصالح المختصة وأمن الدولة، وعلى رأسهم محمد الناصر الذي التحق بحزب المستقبل مع الطاهر بن حسين. لكن ينشط مع عبير الآن (حسونة ز) و(طلال ز) وقبلهم استقال توفيق المرودي، إطار من أمن الدولة سابقا، واتهمها بالتعامل مع مخابرات أجنبية.
أنس الشابي، عضو المجلس الوطني للحزب الشيوعي التونسي (1981-1986)، حاصل على الإجازة في أصول الدين، باءَ بمقعد الرقيب في وزارة الثقافة بتزكية من الجنرال بن علي (من 1 جويلية 1995 إلى ماي 1999).
وقد كان الدكتور محمد الطالبي، رحمه الله، أحد مؤسسي الجامعة التونسية وعميد كلية الآداب سابقا، أول ضحاياه. فقد نشر أنس الشابي مقالا في ثلاث حلقات بجريدة "الصحافة" اليومية (الحكومية) أيّام 3 و10 و19 جانفي 1993 تحت عنوان "عيال والله"، وهو قراءة في كتاب محمد الطالبي "عيال الله"، لكنّ المقال كتب بصيغة تقرير رقابي وتحريضي يمكن إن تحققت أهدافه أن تتخذ ثلاث قرارات لم يخف الكاتب نيته تحقيقها وهي: مصادرة الكتاب وعزل محمد الطالبي من رئاسة اللجنة الثقافية القومية وحرمانه من الحصول على ترخيص بإصدار مجلة. وهو ما دفع الصحفي صلاح الدين الجورشي إلى أن يكتب في مجلة حقائق، تحت عنوان "ضدّ الإرهاب ودفاعا عن شيخ الجامعيّين".
ووصف أنس الشابي في مقاله المسلسل، محمد الطالبي بأنّه خادم للمتطرفين ومروّج للإرهابيين وخارج عن الإجماع الوطني. وحرّض الشابي على الطالبي بالإشارة إلى منصبه قائلا: "هل يحلم المتطرفون بخدمات مجانية تقدم لهم من طرف رئيس اللجنة الثقافية القومية، كهذه؟".
ولا يكتفي الشابي بمحمد الطالبي بل يدعو لحملة تطهير وتفتيش قائلا: "تلك هي البضاعة التي سيعمل الطالبي على ترويجها بين الناس في مجلة "المقاصد" اعتمادا على أولئك الذين ارتبطوا به ولازموه إلى حدّ الآن يحتلّون مواقع سامية في الميدانين الثقافي والتربوي ومنها يمارسون نفوذا لا حدّ له، وهو ما سنعود للحديث عنه لا حقا مواجهة منّا للتطرّف المتخفّي والإرهاب المتستّر".
ويعتبر الشابي أنّ الطالبي يحمل وجهة نظر إخوانية.
وبالفعل أصدر بن علي قرار عزل محمد الطالبي من رئاسة اللجنة الثقافية القومية "بفاكس نزل في مكتب المنجي بوسنينة وزير الثقافة أيامها"، وفق ما ذكره أنس الشابي في جريدة الصريح (15 سبتمبر 2016)
وقد ضرب أنس الشابي في مقال بجريدة الصريح يوم 24 سبتمبر 2016، أمثلة عن كتب، يفتخر بأنّه منعها، لا يوجد بينها كتاب ديني، أو مؤلف إسلامي:
"لبنات" لعبد المجيد الشرفي.
كتاب "الردّة" لآمال القرامي.
صفحات من أطروحة المنصف بن عبد الجليل عن "الفرق الهامشية" حيث طالب في تقريره بحذف فقرات لأنها تحمل تهجما مجانيا على الطائفة العلوية.
الجزء الأول من موسوعة كتب مدرسية حول مواضيع مختلفة بلغ عدد أجزائها 22، ألفها مجموعة من أساتذة قسم الحضارة في منوبة بتكليف من جلول الجريبي رئيس الجامعة الزيتونية.
"تونس منذ الاستقلال، من وقائع الساحة النقابية والسياسية 1956/1997" لمحمد علي الحباشي في 480 صفحة،
يقول عبد السلام المسدّي، في كتابه تونس وجراح الذاكرة، الصادر سنة 2011: "أكاد أجزم أنّ الرقيب من عادته أن يقرأ كلّ شيء بعينه الفاسقة"، ص 172.
وبهذه العين الفاسقة والأيدي الحمراء تمتلئ خيمة عبير موسي، في ظلال حرية أتاحتها ثورة 17 ديسمبر 2010.
*الصورة المصاحبة تودد من الشابي لعبد الله القلال حين كان يُعمل آلة القتل في جزء من التونسيين.. وقد يكون الشابي أضاع هذه النسخة من الكتاب.