لا خوف على لبنان من أجواء التحرّر من تطييف السياسة والحياة العامّة فالطّائفيّة السياسيّة التي فرضتها الحرب الأهليّة واستغلها بارونات الفساد وأثرياء الحروب والأزمات هي سبب أزمة لبنان التي تحول دون تحوّله إلى دولة مدنيّة تعبّر عن إرادة مواطنيها.
نعلم أنّه عندما يجدّ الجدّ لن يدوم في الوادي إلا حجره أمّا نخب المناولة و إطعام الفم لتستحي العين فيكفي حادثة من هذا النّوع لتسقط أقنعتهم و تنكشف عورتهم …
الانقلاب ليلتها كان في تونس حيث انقلب الكلّ على الكلّ: اليسار على اليمين واليمين على اليسار والحداثيون على الرجعيين والرجعيون على الحداثيين والنّخب على الشّعب والشّعب على النّخب والنّخب على النّخب والشّعب على الشّعب. كان الأمر كأنّما هو جسد يتخبّط.
و أصبح واقع التحرّر حلما بعيد المنال. بل تتجرّا بعض القنوات في إقناع المواطن بضرورة إرجاع السفاحين إلى الحكم. فهم شعوب لا تسير إلاّ و العصا فوق ظهورهم.
ثمّة في حزب الله جدواه الروحية/الميثيّة، المحيلة إلى القدم من القديم الأسطوريّ (ما قبل الاسلام) المتحرك ضمن ثنائيتي الموت والانبعاث، ممّا يولّد المناحة في انتظار عودة البطل من غيبته الطويلة.
Les Semeurs.tn الزُّرّاع