فبين وهم الحريّة الزائفة والشواغل والمشاغل الدنيويّة تاه عامّة البشر في الزّيف وشتّى الشّبهات والضلالات إنبساطا وتقييدا للذّات وسجنها في مدار إدراكها وحسّها لتبتعد عن مواراد السعادات.
ابتدأت الثورة من الهوامش المنكوبة بمضمون اجتماعي وإدانة لعصابة الفساد ، ضاع هذا المضمون في زحمة معارك الوجود التي خاضها السياسيّون واصحاب المصالح لفرض وجودهم وتأمين مصالحهم.
نعم لا استفتاء على الحريّة والمساواة ، لكن يُستَفتى على تأويلات وتصوّرات عن الحريّة وعن المساواة ملتبسة يفضي النّقاش العمومي إلى تناقضها مع المصلحة العامّة والعيش المشترك .
إنّ المحاكاة والتقليد الأعمى وعدم الإستقلالية والإمعيّة هي أسباب الذوبان ومسخ الهويّة وكلها نتاج الفراغ الفكري والخواء الرّوحي الذي يستدعي الأفكار السلبيّة والقناعات الخاطئة والسلوكيات المنحرفة.
الاعتداء على اللغة لا يكون إلا عند أولئك الذين يزيّفون الواقع وهم قاصدون ذلك، مع معرفتهم بحقيقة الأمور والأشياء والوقائع، وذلك عبر خطاب يقلب الأمور رأسا على عقب.
جثمت نخبة النّخبة على أنفاس الحركة التاريخيّة لإخماد أنفاسها خوفا من جديد يفاجئهم وتمسّكوا بالقديم يحوّلونه إلى أصنام وإلى قوارب للنّجاة وسط الخضمّ العاصف بهم ووجدوا في خطاب المؤامرة الحلّ أمام الارتباك الذّي احدثته الانفجارات الاجتماعيّة
للنجاح علينا تجنيب أبنائنا المنازعات و الخلافات و أن لا نورثّهم مسبّبات إخفاقاتنا الأوّليّة، و أن نغرس في مهجهم التعلّق بالعمل و الكدّ و فهم السنن و العلم وفق قاعدة الإفراغ و الملْء
Les Semeurs.tn الزُّرّاع