ابتدأت الثورة من الهوامش المنكوبة بمضمون اجتماعي وإدانة لعصابة الفساد ، ضاع هذا المضمون في زحمة معارك الوجود التي خاضها السياسيّون واصحاب المصالح لفرض وجودهم وتأمين مصالحهم.
النخبة الثقافية والأكاديميّة لا تزال متخلّفة عن إسناد الثّورة بالمعاني والرّموز والسّرديات ، ارتكست لاصطفافاتها الأيديولوجيّة وهوسها الثّقافويّ النّمطيّ.
ومع ذلك تحقّق الكثير بفعل ما فتحه السّابع عشر المجيد من شروط سوسيولوجيّة جديدة لتفكيك المنظومة القديمة ،
الديمقراطيّة والاشتباك المواطني على حدّ عبارة الأمين البوعزيزي سلاحنا لتحرير المضمون الاجتماعي للثورة وتحرير الإرادة العامّة والحياة السياسيّة من سطوة لوبيات الفساد.
رحم الله محمّد البوعزيزي وجازاه عن التّونسيين خير الجزاء ، في لحظة إحباط جعل من جسده فتيلا أوقد شعلة للأمل والحريّة والكرامة.