يوسف الشاهد ليس منّا ولسنا منه.. هو من عالم ونحن من عالم.. ومن المستحيل أن يشعر بنا نحن المواطنين من الدرجة العاشرة..
كاد يخرج عن طوره، وأدخلني الى باحة النزل وطلب مني أن أطلع على قائمة الاسعار مبينا لي ان العشرين دينارا التي في حوزتي لا تكفي أن "تشرب قهوة للتوريستيكاية" حتى لو ظفرت بها،
وتعمدت أن تكون شمسيتي قريبة من توريستيكاية شقراء كانت ممدة على كرسيها تقرأ كتابا، طلبت من المدام وصفاء وشذا ان يتركنني في مكاني ويقصدن البحر، وكلي أمل أن "أستفرد" بالتوريستيكاية الشقراء،
فلم يبدُ عليها انها فهمت عني، ولكنها بادلتني مع ذلك كلمات قليلة خمنت أنها معجبة بي وتعتبرني فارس أحلامها!
لذلك جُلتُ به الدول العربية الشقيقة حيث الأحمرة هناك تمتاز بذكائها الوقّاد..!! وقدرتها العجيبة على استنباط حلول "استحمارية "لا تخطر على بال حمار.. وقد اكتشف حماري أن أحمرة العرب تتشابه جميعها وانها تحمل نفس الهموم..!!
أوّل مراتب الارتقاء إلى مستوى الثورة هو التّحلّي بأخلاقها وتجسيد مبادئها في صغائر الأمور قبل كبائرها..
ثورة بلا رموز (لا أعني الأشخاص طبعا) ولا رمزيّة.. هي ثورة خرصاء صمّاء.. هذا في أحسن الأحوال.. أمّا في أسوئها فهي خدعة كبرى، ووهم عظيم..
Les Semeurs.tn الزُّرّاع