الوزير ولد عايلة.. أبيض وحرْجو في الأكحلْ..

Photo

قشرة سي يوسف الشاهد، المكلف بتشكيل الحكومة تدلّ أنه كان يتمتع بالضوء والماء والمزفّت منذ نزل من بطن أمه.. قشرته البيضاء اللامعة : ليس فيها آثار الشّلاط، ولا تعاقب الفصول، هو بالتأكيد لم يسرْ حافيا في البرد إلى مدرسة بعيدة عدة كليموترات، ولم يعضّه كلب سائب ولم يسبح في ڤلتة بالغرمْ، ولم يكتف في غدائه بجلف كسرة يابس، ولم يرع الأغنام والأبقار ولم يركب الحمار ولم تتمزق يداه الصغيرتان بفعل الأعمال الفلاحية الشاقّة، ولم يضربه أبوه بالعصا لأنه طلب منه مائة مليم ثمن السيقورته، ولم يقف متحسّرا أمام واجهات المحلات أسفا لعدم قدرة أبيه أن يقتني له دراجة أو كرة من الجلد أو حذاء رياضيا من ماركة معروفة،هو بالتأكيد لم يعضّه الجوع، ولم يبك من الخصاصة، ولم يطرده المعلم من القسم لأنه لا يملك كراسة أو مسطرة أو نقودا مزيفة، أو لأنه لم يعرف الماء على جلده أياما كثيرة في عزّ الحرّ..

قشرة سي يوسف الشاهد اللامعة تدل أنه لم يلعب في البطحاء بكرة الشوالق، ولم "يأكل طريحة" من باندية الحومة، ولم يقاوم ليعيش، بل ولد بملعقة من ذهب ووجد الرعاية والاحاطة منذ خطواته الاولى، وهو بالتأكيد درس في أحسن المدارس والكليات ووجد من ينفق عليه ليكمل دراسته ويتحصل على الشهائد العليا، ولم يجد نفسه أمام أبوين جعلتهما الخصاصة يطمعان في منحته الجامعية، ويحثانه أن يخرج بسرعة لسوق العمل"باش يخدم عليهم وينفنفهم" !

يوسف الشاهد ليس منّا ولسنا منه.. هو من عالم ونحن من عالم.. ومن المستحيل أن يشعر بنا نحن المواطنين من الدرجة العاشرة..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات