يوميّات الثورة التونسيّة – ديسمبر 2012

Photo

18 ديسمبر

على هامش الذكرى الثانية لانطلاق الشرارة.. 17ديسمبر..

بعد خسارتهم معركة الانتخابات، ها نحن نرى بعض الساسة يخسرون معركة الضمير.. إلى أين هذا الهروب إلى الأمام؟؟؟

ساسة آخرون روّجوا لسياسة "التوافق" على حساب الثورة وأهدافها، فباؤوا بفشل ذريع على الجبهتين.. ألهذا السقوط من نهاية؟؟

26 ديسمبر

الثورةالمضادّة ليستْ وجهة نظرٍ.. إنّها جريمة..

السائر في ركبها مجرم بالتواطؤ، وكذلك الساكتُ عنها..

ويستوي في ذلك الرّاسخون في خيانة شعبهم ووطنهم، والمبدّلين الذين يستظهرون بماضيهم المشرق للدفاع عن مواقفهم الحاضرة المشبوهة..

28 ديسمبر

إنّ أيّة مراجعة لميزانيّة وزارة الثقافة لا سيّما بالتخفيض، ستكون عملا مشبوها لابدّ من التصدّي له بإشعار وتذكير النواب في المجلس التأسيسي بأنّ ثورة بدون ثورة ثقافية هي (كما يقول الشاعر مظفّر النواب) "عويل ونكاح في الصحراء".. لقد ضرب بن علي الثقافة (مرورا بالتربية والإعلام) قبل أن يبدأ في مسيرة النهب الممنهج.. وعلى الثورة أن تعيد لهذا المجال عنفوانه الذي سيعطيها وهجها وبريقها..

وبمعزل عن الميزانية، فإنّ وزارة الثقافة تتطلّب تطهيرا قد يفوق حتّى وزارة الداخلية لما تعجّ به هياكلها من فساد ما فتئ ينخرها حتّى جعل مجرّد موظّف بسيط فيها، يؤجّر مكبّرات الصوت في الأعراس لحسابه الخاص أو بالتقاسم مع مسؤوليه..

في بلد تحوّلت قاعات السينما فيه إلى محلاّت لبيع الملابس المستوردة من الصين، ولبيع الشباطي والملاوي..

في بلد تكدّست فيه الكتب في المخازن هنيئا للرطوبة وللجرذان..

الثقافة لا تلتقي مع البيروقراطيّة ناهيك مع الفساد..

29 ديسمبر

بغضّ النظر عن "قضيّة" الحال (قضيّة ألفة الرياحي و"الشيراتونقايت")..

والله لو وضعوا جميع قضاة تونس في كفّة ووضعوا القاضي مختار اليحياوي في كفّة لرجحت كفّة مختار اليحياوي..

وهو من القلائل الذين كانت لهم صولات وبروز زمن الديكتاتورية وصمت موزون ورصين بعد الثّورة..

على عكس صغار النفوس من الذين اكتظّ بهم الأفق اليوم..

30 ديسمبر

أنْ لا يكون الساسة في تونس (سواء في السلطة أو في المعارضة) ثوريّون فهذه ليستْ معلومة جديدة.. ولو كانوا كذلك لعلمناهم..

وأن لا يكون بينهم عمر بن الخطاب أو أبي ذرّ الغفاري، ولا تشي غيفارا أو هوشي مِنهْ، فهذا أيضا من المسلّمات..

ولكن بما أنّ الله أنعم علينا وعليهم بثورة جعلتهم في وضع ما كانوا يحلمون بعُشُر عُشره، فلماذا يلاقون تلك النعمة بالكفر والجحود وبالكِبْر والغرور؟

أليس من حقّ الثورة عليهم أن يرتقوا إلى مستواها، لا أن يعملوا جاهدين على إنزالها إلى الحضيض؟

وأوّل مراتب الارتقاء إلى مستوى الثورة هو التّحلّي بأخلاقها وتجسيد مبادئها في صغائر الأمور قبل كبائرها..

بهذا فقط تُدْحرُ جحافل الثورة المضادّة، وتُرَدُّ هجماتها.. وبهذا فقط يلتفّ الشعبُ حول الساسة ليُشكّل الكلُّ صرْحا منيعا متماسكا..

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات