وأخيرا قرر عمكم الجوادي أن يقضي عدة أيام في "الخلاعة" رفقة العائلة، وتم الاختيار على مدينة المستير، أين تم كراء ستوديو قريبا من البحر، وقضينا عدة أيام نستعد لهذا الحدث، فاقتنت المدام المايوهات وشمبرارا لصفاء وبونتكورا لي ومعه مريول خلعة ديبرادور عليه صورة أسد وكتابة بلغة غير مفهومة، ونظارات شمسية بدينارين من سوق الجمعة، مما جعلني أبدو مثل توريستيكات فنزويلا أو روسيا البيضاء، وفي اليوم الموعود قصدنا ربي بعد ان شحنت المدام نصف الكوجينة: المقفول للكسكسي، وشقالة كبيرة لتخليط المقرونة، وبرادنا الأخضر متاع التاي، والرند، والكيسان والمخادد، ولترين من زيت الزيتونة، وفلفل اكحل وتوابل، وجراية ومخادد وشارجورات التليفونات، وشد عمكم الجوادي الاوتوروت والسيارة تكاد تزحف من كثرة ما حملناها من أغراض، وصلنا للمستير فقصدنا البرتمان الذي اكتريناه، وقضينا ساعتين نرصف حاجياتنا، ثم لبسنا ملابس الخلاعة ونزلنا نتجول بجانب الكرنيش، مثل التوريستيكات المحترمين، حططنا الرحال في احدى المقاهي القريبة لنستريح من وعثاء السفر، فطلبت المدام عصير ليمون وطلبت شذا عصير برتقال وطلبت صفاء "ڨازوزة كانات" وطلبت انا قارورة ماء وكابوسانا، ورحنا نستهلك ما طلبناه بكل سرور وانشكاح، ونسائم البحر تداعب خياشيمنا الملكية، وقد لاحظت أن توريستيكاية ذات شعر أصفر تحدق فيّ بإعجاب، فعدلت من نظارتي الشمسية، وابتسمت لها ابتسامة خفيفة، وهمست لها من وراء ظهر المدام:
Toi touriste comme moi?
فلم يبدُ عليها انها فهمت عني، ولكنها بادلتني مع ذلك كلمات قليلة خمنت أنها معجبة بي وتعتبرني فارس أحلامها!
كانت جلسة ممتعة، لم يعكرها إلا مجيئ النادل ومعه الحساب.. وكم كان حسابا عسيرا!