6 نوفمبر 2012
من أتعس ما أصيبت به الثورة التونسية هو المفهوم المُسْقط على واقع شديد الإختلاف عن الأماكن التي وقع فيها اللجوء إليه هو ما يسمّى "بالعدالة الإنتقالية".. فالثورة ليست "انتقال" يا ذوي الألباب.. إذا لم تلجؤوا إلى العدالة الثورية أو العدالة الإستثنائية فطبّقوا على الأقل العدالة وبسّْ…
6 نوفمبر2012
أنا أحتفل بالسابع من نوفمبر.. فهو عيد ميلاد ولدي الحبيب وقرّة عيني التونسي-اليمني: ريدان الجندوبي..
أمّا عن أيام النظام البائد فهي سواسية في سوادها وفي ظلماتها بسابعها، وبثالثها، وبثانيها وبعشرينها وبكلّ أرقامها وأشهرها وفصولها وسنواتها: 1957، 1962، 1978، 1980، 1981، 1984، 1987..
7 نوفمبر 2012
هدية إلى صغار النفوس.. ضعاف الذاكرة.. ممن أنستهم تقلبات ومصاعب ما بعد الثورة ظلمات العهد البنفسجي النوفمبري، فباتوا يشككون في الثورة وجدواها، يتحسرون على ما كانوا ينعمون به من "أمن" و"راحة"في العهد البائد.. وتلك شيم وأخلاق من قايض حريّته وكرامته في سبيل نعيم زائل..
هديّة إلى فلول النظام البائد من ساسة ومثقفين وإعلاميين وأمنيين ورجال أعمال وووو.. نقوللهم والله.. والله.. والله.. لن يهدأ لكم بال حتى تطالكم يد الثورة والشعب بعدالتهما الصارمة.. وما ضاع حقّ وراءه طالب..
هديّة إلى القوى الإصلاحية التي لم تفهم كنه الثورة وأنها ليست "انتقال ديمقراطي"، لعلّها ترجع عن غيّها المبين.. فإما أن تغيّر من أمرها، أو تترك الأمر لأصحابه..
"ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض، فنجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكّن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون"..
14 نوفمبر 2012
أبيات لمخائيل نعيمة،حفظناها ونحن صغار، في المدرسة.. أسوقها "هديّة" إلى من أعماهم حقدهم على الثورة، فباتوا يربطون آمالهم حتى بالعواصف الوهميّة.. علّها تقضّ من عزيمة الأحرار.. أو تهزّ هذا الصرح العظيم.. خسئتم يا بؤساء النفوس.. فإنّ:
سقف بيتي حديد** ركن بيتي حجر
فاعصفي يا رياح ** وانتحب يا شجر
واسبحي يا غيوم ** واهطلي بالمطر
واقصفي يا رعود ** لست أخشى خطر
15 نوفمبر 2012
ثورة بلا رموز (لا أعني الأشخاص طبعا) ولا رمزيّة.. هي ثورة خرصاء صمّاء.. هذا في أحسن الأحوال.. أمّا في أسوئها فهي خدعة كبرى، ووهم عظيم..
ماذا يعني أن تمر ّ الأيام والأشهر الأولى لحدث جلل هو بالفعل ثورة، وأُريدَ له أن يكون بالقوّة مجرّد "انتقال ديمقراطي"، يجسّده أصحاب الوجوه المصقولة والبدلات وربطات العنق الأنيقة القابعين ليلا نهارا على بلاتوهات الإعلام الزائف، ينمقّون لنا زخرف القول الخشبي الذي لا يدخله الوعي الشعبي، الثوري بالفطرة والسليقة، من بين يديه ولا من خلفه؟ هلْ تعون أنّ الثورة روح، وجماليّة وقبل وبعد ذلك هي مسؤوليّة.. مسؤوليّة.. مسؤوليّة؟ هلْ تعون بأنّ للمضطهدين في العالم على ثورتنا حقّ؟ فما بالك بفلسطين؟ ما بالك بفلسطين؟
15 نوفمبر 2012
موسم هجرة بعض نواب التأسيسي إلى النداء.. بما أنّ المجلس التأسيسي هو سلطة أصليّة سيّدة نفسها بمقتضى التفويض السيادي الشعبي لماذا لا يشرّع لهذه المسألة وهو الذي من مشمولاته حتى إعادة النظام الملكي؟ لماذا لا يطرد هؤلاء ويجد صيغة قانونية لإستبدالهم كأن يقع تعويضهم بمن أتى مباشرة بعدهم على قائماتهم الأصلية أو بمن أتى بعدهم مباشرة من حيث عدد الأصوات؟..
16 نوفمبر 2012
قد يبدو الحديث حول المسائل التونسية-التونسية في خضمّ ما يجري من أحداث جلل، هنا في غزّة الحبيبة، أمرا غير مستساغ.. ولكنني أعتبر أنّ أهمّ إنجاز قد يقوم به شعب الثورة في تونس عامة وحكومة الترويكا خاصة هو إعلان حرب شاملة، وقصف مركّز على منظومة الفساد الموروثة من النظام البائد والموروثة أيضا من فترتي الغنوشي والسبسي.. سيقولون: "هذا ما نحن بصدده، ولكن بتمعن وتؤدة واحترام للقانون.." لا يا سيدي.. الضرورات تبيح المحضورات.. هذا إذا كان في الأمر أصلا محظورات.. اضربْ وطهّر بقوة وعزم.. وبعدها خذ الوقت في المراجعة والتمحيص.. لا العكس كما نحن بصدده الآن.. فوالله لو حققنا هذا الإنجاز، لقدّمنا أعظم عونا لإخوتنا في غزّة.. وهذا ما قالوه ويقولونه هم أنفسهم.. إذْ أنهم لا يحتاجون منا سلاحا ولا رجالا ولا مظاهرات بقدر ما يقوّي شوكتهم وجود أنظمة عربية (في انتظار نظام عربي!) قوية بشعوبها تحكم سياساتها المبادئ لا المصالح والبراغماتية..
وباللهي فكوا علينا من"سنكشف" و"سننشر القوائم" و"سنفضح المكالمات الهاتفية"وووووووو.. رانا فدّينا.. فكّك، اضرب، فشّخ.. ومن بعد فرّك الرمانة..
17 نوفمبر 2012
هلْ بلغ ضعف وتردّد حكومة الترويكا أمام مناوؤيها، ومحاولتها إرضاء جميع الأطراف (بما فيها الأطراف الخارجية) درجة الوقوع في المحضور؟ يا ناس.. إنّ السلفيين مهما اختلفنا معهم في الأفكار وفي المناهج هم أبناء هذا الوطن.. وهم بشر في نهاية الأمر؟ ماذا دهاكم؟؟؟ طبعا هناك من جيّش ضدّ هؤلاء الشبان وشيطنهم وجعل منهم خطرا محدقا بالبلاد والعباد، لا لخوفهم على تونس ولكن لتوجيه الأنظار وإبعاده عن مواطن الفساد وتحركات الثورة المضادة في الداخل والخارج.. ولكن هل هذا كاف لتبرير أن يصبح شبان تونسييون في ريعان العمر كبش فداء على مذبح التجاذبات الحزبية والسياسوية لنخب لا ولن تتأخّر في التضحية بشعب ووطن بأسره حتى تحمي مصالحها ومصالح أسيادها في الخارج.. وما مثل الجزائر عنّا ببعيد.. تتداركوا الأمر يا ذوي الألباب فرحى الفتنة باتت واضحة معالمها..
24 نوفمبر 2012
"الكيلاني يعترف بتواطئه مع اللطيف لانقاذ البلاد.." إقامة الحجّة والدليل بما لا يدع مجالا للشكّ على سقوط قطاعات عريضة من النخب اليسارية الإنتهازية وتواطؤها الإجرامي مع النظام الديكتاتوري النوفمبري بالأمس، ومع بقاياه وفلوله التي تسعى إلى الرجوع، اليوم.. ولهذا السقوط والتواطؤ سببان: الأول إيديولوجي سياسي يكمن في حقد يكاد يكون دمويا على التيار الإسلامي، والثاني نفعيّ استرزاقيّ، وكلا السببين جريمة لا تُغتفرْ..
ماذا بقي في نهاية الأمر من اليساريّة، ومن الحداثة ومن كلّ الشعارات الزائفة؟.. ماذا بقي من كلّ ذلك؟.. حقد أعمى على الإسلاميين لا أكثر ولا أقلّ..