من الذي يقف وراء الستار ليحركنا جميعا مثل الدمى الخشبية والعرائس التي لا تستطيع الإفلات من خيوط محركها؟ في خشبة للفرجة اسمها: وسائل التواصل الاجتماعي؟
ما يجري اليوم في تونس هو اختصار شُعبويّ مقيت (مضحك/مبكي) لكلّ تلك المسافات، لتصبح المعادلة قائمة على ثنائيّة "الوطن/الزعيم الأوحد"... ثنائيّة لاقت بعضُ "نجاح" في أوروبا خلال ثلاثينات القرن الماضي، ويعلم الجميع مآلاتها…
عينة من الإجرام الشعبوي العنصري الفايسبوكي العابر للإيديولوجيات ولعائلات السياسة وللحكم والمعارضة وحتى للأديان
لقد رضيت السلطة بتحويل البلاد إلى محتشد لهؤلاء المساكين في مقابل بقشيش إيطالي بخس. تونس أكدت للأوروبيين أنها يمكن أن تقوم بما يريدونه بأثمان منخفضة جدا، وأوصلت البلاد لنقطة جعلتها الحلقة الأضعف في المنطقة.
ان غياب المساندة العربية لغزة سببه غياب " الديمقراطية " . لماذا تموت الشوارع العربية ؟غياب الديمقراطية ...لماذا تتراجع الحركة الطلابية ؟ غياب الديمقراطية ...لماذا لا تعم المقاومة العالم العربي ؟ غياب الديمقراطية.
نحن إزاء حالة سياسية "مسخ". حالة غير سوية بكل المعاني. بحيث نجد كل مكوّنات الديمقراطية: دستور وانتخابات وبرلمان الخ...، ولكنها مفرغة كلها من الحد الأدنى من معاني الديمقراطية. حتى الذين يوجدون داخل هذه الأطر يدركون أنهم يشاركون في "ديمقراطية ممسوخة".
السلطة الشعبوية...والشمولية... والفاشية...هي التي تنمي بخطبها وشعاراتها اللفظية العنيفة... وشيطنتها لخصومها السياسيين... ورميهم بأبشع النعوت... العقلية الميليشياوية لدى رعيتها…
Les Semeurs.tn الزُّرّاع