الانقلاب الديمقراطي ومن يصرخ أولا ،
لا موز ولا تفاح أحمر بعد اليوم :
فيما لو أستبعدت حركة النهضة من حكومة الوحدة الوطنية المزعومة ، هل سيجد المعنيين بعدم عودة الأفاعي ما يكفي من النعال ؟
لمصلحة من هذا التسابب و التنابز و العراك القائم بين ضحايا الإستبداد : النهضة والآخرون ؟
أليس من الأجدر بهم أن تتوحد جهودهم من أجل منع أي إلتفاف ممكن ؟
التنابز ضالة الفاشل متى ثبتت عدم جدارته لأمر ما. كذا شأن المتسابين ( شركاء الأمس) من هذا الطرف أو ذاك.
كذا دأبهم لاهم يقيّمون تجاربهم ( النقد الذاتي) و في غيهم يتقدمون و على الحنث يصرون .
الانقلاب يمكن أن يكون ديمقراطيا .
السبسي أو رئيس الجمهورية أبو خليل وحافظ يقترح حكومة وحدة وطنية كالتي شكلها بورڨيبة في سنة 1959 التي كان عنوانها حكومة الجبهة القومية سيئة الذكر و الأفعال والصيت و التي إنتهت بتصفية المقاومين واليوسفيين و الزيتونيين ومن ثمة أجهزت على الشعب برمته.
تونس لازالت تحتمل مزيد من الدماء حتى يتمكن حدثوت النمط مجددا و الظروف لازالت نفسها و إمكانية التحرر الحقيقي والجاد من التبعية وهيمنة المستعمر استردت شرعيتها خاصة و أن الدينار المسكين سقط كأن لم يسقط قبل ذلك قط و الكوميسيون المركزة في البنك المركزي تشتغل على قدم وساق و إستقرت على أن إسقاط الدينار خيار أوحد لإنقاذ الإقتصاد المأزوم المتهاوي .
التضحية بالنهضة محتمل جدا ، خاصة وأن ملف إغتيال البراهمي و بلعيد عاد مجددا للسطح والأمر في تقديري ليس مجرد ممارسة ضغوظ أو عض أصابع و من يصرخ أولا.
وإذا ذهبت النهضة ذهب التونسيون جميعا حتى وإن شيخها الهمام حسم أمره وقرر إستبعاد الموز والتفاح الأحمر من موائد الشعب الذي هو أصلا في أغلبه ليست له موائد وغير قادر على تأثيث موائده بهذه المأكولات الفاخرة.
الشركاء في الجريمة هم من أسقط الثورة في براثن أعدائها :
شعب الثورة الذي قبل أن يسود ثورته أعداؤها في المرحلة الإنتقالية.
- نجيب الشابي الذي تحالف مع التجمعيين و دافع عنهم.
- اليسار المريض الذي تحالف مع التجمع من أجل إسقاط النهضة وشركائها.
- النهضة التي تحالفت مع التجمع من أجل البقاء .
- المرزوقيون الذين تمزقوا إلى حزيبات وأشلاء و كل حزيب بما لديهم فرحون.
- شعب الفقراء الذين سقطوا في شراك البيزنطيات التي فرضها عليهم إعلام السيستام الآيل للسقوط.
أنا شخصيا الذي إعتقدت أن الأقلية قادرة على أن تزرع الورود في حقل المستنقع التونسي المقيت.
وحتى تأتي لحظة الحسم الذي يمكن أن يكون ثوريا ،أبلغوا العالم أن لدينا الكثير من الحيوانات يسكنون القصور و أناس كثيرون يسكنون الشوارع…
الحمقى فقط يكثرون الكلام و لا يكفّون وغيرهم يكتفون بمجرد الإشارة والصمت ، لأن الكلام مغامرة لا تليق بالحمقى وكل ما يقال يستطيع إليه الكافة سبيلا و ما لا يقال منه يشار إليه حصرا بصمت العارفين للقلة العارفة دون غيرها.