في مجتمع المجهلين دعاة المعرفة تجدك مضطرا إلى مقارعة الكره . وتسأل لماذا قدر للقضايا العادلة أن تراكم الهزائم ؟ لماذا لا تمثل همَّا إلا للقلة؟ لماذا على الرغم من كل ذلك تجد القلة الأكثر تفاؤلا وإصرارا على خطاب الأمل؟ هل أن ذلك يندرج صلب مكر التاريخ أم أن التاريخ نفسه علي مشارف الإفلاس؟ الإنسان كادح إلى ربه كدحا فملاقيه و ما عدا ذلك تنصل من العهود و وحدهم الرجال يحفظونها ويحافظون عليها، و من يبتغي غيره فله ما أراد، ومن سره زمن أصبح عبدا له، والعاجز عن صناعة زمنه كما البهيمة أو أدنى.
يقول سبارتاكيس : " فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق . . . فلسوف تنتهون مثله . . . غدا " .
الفشل هو اللعنة التي تقتل و لا تموت و اللذة أقصر من أن يكون لها أثر. أما السياسة فهي لعبة قذرة مميتة بلا أثر متى أمسك بمقاليدها الذئاب آكلي الجيفة و الراقصين على جثث المقهورين .
سيعلم العائدون أي منقلب سينقلبون ، الظهور التي حملتهم علي مدى ما فات من السنون لن تملك لهم لا ضرا و لا نفعا . فمن لم تشفع له الدبابة لن يشفع له رجال كل العهود من المرتزقة المتبدلون . فقط إنتظروا إلى ميقات يوم نضجت شروطه مهما كابرتم و لبستم لبوس المنقذين فإنكم لا محالة هالكين و ذلك مصير من لا يعقل سنن الموج و الزلازل الإجتماعية التي لا تبقي ولا تذر وتسحق كل أفاق مستهتر بالشعب المغبون . مربط ضعفكم أنكم على غيم تصرون و في طغيانكم تعمهمون .
في الأفق القريب تفوح رائحة شيء ما جلل و مباغت ، القصد منه مجابهة المأزق الذي على واقعيته في جزئه الأكبر مفتعل ( موهوم و مزعوم ) .
في المقابل ، يستشعر حالة من التململ الشعبي شبيهة بتلك التي سبقت إجبار الفار على الفرار. ينقصها الوعي الضروري للفرز الحقيقي بين البدائل.
والسياسي الجاد عليه تلقط ما يجري وتوجيه الوعي الشعبي إلى حيث وجب أن يتركز قبل الفرار وبعده .
في غيابه سينتهي التململ إلى ذات المآلات و يعود سيرته الأولى لأنه ببساطة لا يتقن غيرها.
دون ديماغوجيا و دون قطعان مؤكد أن قواعد الإشتباك السياسي بصدد إعادة التشكل مؤشر مهم لمن إستطاع له فهما قد يفضي إلى ما فيه خير الكافة شريطة عدم تزييفه و تحريفه من قبل ثقفوت المناشدة هذا من ناحية و تطور الوعي الجمعي عبر حزم ما تيسر من الأحذية من ناحية أخرى.