ما بعد التوافق اوالبحث عن المصالحات التاريخية.

Photo

لا شك ان المتابع لتحول خطاب النهضة حيال المنظومة القديمة التي كشفت عنه مجريات التحوير الوزاري تنتابه مشاعر ثتراوح بين الدهشة والخيبة. غير ان المتابعة منزوعة المشاعر تكشف عن مسار اعمق اتخذ عنوانا معلنا هو التوافق وعنوانا محتشما هو البحث عن التسويات التاريخية مع خصوم الامس المباشرين وهو ما يتطابق مع العائلة الدستورية التي فقدت ملامح وحدتها وبعضا من هويتها ونرجسيتها السياسية مع احتفاظها بشبكة تحالفات ومصالح تحتية عميقة تمنحها قدرا من المرونة والنفوذ والقدرة على توجيه الاحداث وترجيح موازين القوى.

ورغم وصمها باليمين تعتبر النهضة من الاحزاب الاقرب في العمق الشعبي والرؤى من العائلة السياسية الاجتماعية الديمقراطية واليسارية رغم التنافر الظاهري. ولقد قاد الالتقاء التاريخي الهام بينهما الى حدث الثورة.

غير ان هذا النمط الحزبي الاجتماعي لم يكن يوما موحدا والذي يصر منه على استعداء مزمن للنهضة خاصة الجبهة والمسار كان سباقا لاستدعاء المنظومة الدستورية التي اطاحت بها الثورة وأصر على فرضها فيما عرف باعتصام باردو والحوار الوطني. وباقي الاحزاب الاجتماعية التي لا تقف بعيدا عن النهضة ورغم تمايزها الواضح مع المنظومة القديمة بقيت نخبوية وتترصد عثرات النهضة وتبني قواعدها من رصيدها وخزانها الانتخابي.

كانت الاغتيالات والتي لم تبح باسرارها بعد للعموم فتباعدت المسافة بين اليسار والنهضة علي قاعدة المضاددة لا التنافس. التمست النهضة حوارا مباشرا مع الجبهة وارسلت وفودا عدة تمهد لزيارة الغنوشي الى مقر الجبهة لكن الرد كان دوما سلبيا. بدات اصوات عدة من داخل الجبهة تبرئ النهضة من المسؤولية الجنائية المباشرة واشير الى اطراف مخابراتية معلومة ولكن الموقف الرسمي للجبهة ظل علي حاله وبدا واضحا ان الالتقاء مجددا بين النهضة والجبهة صار مستحيلا تقريبا.

النهضة تقرا ما يجري ولا تثق باحد وتعرف حجمها ووزنها وتعتبر ان الثورة حققت مكاسب دستورية يمكن البناء عليها ويمكن جر الجميع الى مربع السياسة بعيدا عن فوضى الحرب. في ثنايا الخطاب هناك مسارات تقرا. وزبد الثرثرة يحيل على النوايا.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات