في الكوارث بأنواعها اذا لم تحضر ثقافة المخاطر فالحد الأدنى أن تحضر ثقافة التضامن. تقوم ثقافة المخاطر على التشخيص العلمي الدقيق لاحتمال المخاطر وحجم الرهانات والتوقي وتقليل الخسائر وأولها الخسائر البشرية واعتماد قواعد بيانات محينة ونظم معلومات جغرافية وتوثيق دقيق ومتابعة إعلامية تدمج المواطن في ثقافة توقي وطنية والتشديد على سلامة إنجاز المنشآت واستدامتها.
وقد يكون كل ذلك رهن توفر شروط تقنية ومعرفية وتربية على المواطنة لكن ثقافة التضامن هي إحياء لشروط الاجتماع والعيش المشترك. والأصل في حال الكوارث أن تظهر حالات التضامن بين الجيران وبين الجهات والتضامن مع الدولة عنوان التضامن الوطني العميق لا هذا التراشق اللعين ورجم كل شيء وأولهم حكومة تجر سوءات كل من سبقها وصراع الفرقاء عليها ولا تعرف إن كانت ستبقى أم سترحل.
وإذا كان التعاطي الإعلامي الرسمي لا يعكس لا ثقافة المخاطر ولا ثقافة تضامن غير مزيفة فإن أعلام التواصل الاجتماعي لم يخرج عن تنفيس الانفعالات وتداول الصور والفيديوهات في استهلاك مشهدي مواز.
ظلت صورة التضامن باهتة وثقافة المخاطر باهتة حتى أن البعض خلط بين قصور تصوره الديني للكوارث وحقده المناطقي. والأخطر من كل ذلك هو الخلط بين التضامن مع الدولة والتضامن مع الأحزاب الحاكمة حتى صار الخراب أمنية.
ما أحوجنا إلى ثقافة مخاطر وثقافة تضامن.
أخيرا الحديث في الكارثة ليس شأن الحماية المدنية ورئيس الحكومة والجيش فقط .هناك أهل الاختصاص ولهم رأي أدق وأعمق ويحتاجه الجميع.