تعقيبا على مجموعة الأحزاب والمنظّمات التي رفضت لقاء أعضاء الكونجرس الأمريكي
رفضت مجموعة من الأحزاب والمنضّمات التّونسيّة من بينها حزب العمّال وحركة الشّعب والحزب الحرّ الدّستوري والإتّحاد العام التّونسي للشّغل الدّعوة للإجماع بأعضاء الكونجرس الأمريكي، للنّظر في حلحلة المأزق التّونسي الحاصل نتيجة إجراءات 25 جويلية الإنقلابيّة...وقد برّرت الأحزاب رفضها ذاك بعدم السّماح للقوى الخارجيّة بالتّدخّل في الشّأن الدّاخلي، وبأنّ الأزمات والمشاكل تُحلّ داخليّا.....واتّهمت كلّ من سيجتمع مع الوفد الأمريكي بالعمالة....
تبدو أسباب الرّفض وجيهة وموضوعيّة، للوهلة الأولى، تنبع من وازع وطنيّ مُقنع، يُجمع عليه معظم التّونسيّين.....ولكن ما يطفو على السّطح يختلف كثيرا عمّا يتخفّى في القاع (أو القعر)......
نحن نعلم أنّ الأحزاب والمنظّمات المذكورة ذات مرجعيّات وقناعات يساريّة استئصاليّة....ونعلم أيضا أنّها مساندة، دون تحفّظ، لإجراءات 25 جويلية الإنقلابيّة.....ونعلم كذلك أنّها تنتمي لمحور الإنقلابات والثّورات المضادة في العالم العربي.....ونعلم أيضا أنّها ساندت بشدّة وتحمّست للانقلاب العسكري الفاشل في تركيا.....ونعلم أيضا أنّها من أكبر المؤيّدين لمجزرة رابعة في مصر......
و فوق ذلك نعلم أنّها لم تمانع في التّدخّل السّافر والعلنيّ والوقح لحكّام دولة الإمارات العربيّة المتّحدة ولحكّام المملكة السّعوديّة ولسيسي مصر ولماكرون فرنسا، في شأننا الدّاخلي.....ونعلم أيضا أنّها لم تُعلّق لا بالإدانة ولا بالرّفض، حين هرع ساكن قرطاج إلى الرّئيس الفرنسي يعرض عليه مقترح تشكيل الحكومة في أقرب الأوقات.....
لم يستشر ساكن قرطاج أحدا في الدّاخل، ولم يعرض مقترحه، حتّى على حزامه الدّاعم، ناهيك عن بقيّة الأحزاب والمنظّمات...بل أسرع للرّئيس الفرنسي أوّلا، يستشيره ويعرض عليه أفكاره وأطروحاته.....حينها لم نسمع كلمة تنديد واحدة من الأحزاب والمنظّمات أعلاه، على التّدخل السّافر لفرنسا في شأننا الدّاخلي....ولا لمن منح لها الفرصة للتّدخل فيما يخصّنا.....
ونحن نعلم أيضا أنّ هذه الأحزاب والمنظّمات تتلقّى الدّعم من محور الإنقلابات والإضطرابات المذكور، وأنّها تتواصل معه علنا ودون تخفّ.....
ألم تُعلن قيادة المملكة السّعوديّة مؤخّرا أنّها تُؤيّد الإجراءات الإنقلابيّة التي أقدم عليها قيس سعيّد؟؟؟...وكذلك وزير الخارجيّة المصري سامح شكري؟؟؟ لماذا بلعت الأحزاب والمنظّمات المذكورة ألسنتها حينذاك، ولم تعلن عن رفضها التّدخّل في شأننا الدّاخلي؟؟؟
وحين تُخيّرني، بالمعايير التي تعتمدها هذه الأحزاب والمنظّمات، إذا كان ذلك شرطا، عمّن نستقوي به، ونسمح له بالتّدخل في شأننا الدّاخلي، سأختار طبعا من يُساعدنا في العودة إلى الوضع الطّبيعي الدّيمقراطي المؤسّساتي.....ولن أختار، كما فعلت الأخزاب والمنظّمات المذكورة، العمالة والإستقواء بمحور الرّجعيّة والإنقلابات والثّورات المضادة والفساد والإستبداد والتّخريب......والتّطبيع.