رفضت الكاتبة الإيرلندية سالي روني ترجمة روايتها الأخيرة "عالم جميل، أين أنت" إلى العبرية..... ورفضت، كذلك، بيع حقوق التّرجمة إلى العبريّة إلى دار نشر إسرائيليّة، معابرة إنّ دولة الكيان تقمع الشّعب الفلسطيني، و تنتهك حقوق الإنسان…
في تونس....عندنا نخبة من الكُتّاب المرتزقين، الذين لا تهمّهم لا المبادئ الكونيّة ولا حقوق الإنسان والقضيّة الفلسطينيّة....يبحثون عن الإنتشار بأرذل وأنذل الوسائل والوسائط، ولو كان ذلك بالدوس على أبسط المبادئ والقِيَم والأعراف.....
ولعلّ التّذكير بما أتاه مدير بيت الرّواية سابقا كمال الرّياحي، ومن والاه من زمرة المُعاضدين والمُساندين والمُشجّعين، الذين حبّروا بيانات وعرائض المساندة والمُبايعة، إثر تعرّض المذكور أعلاه لحملة إدانة وشجب وتنديد من قبل الكُتّاب الأحرار، يجعلنا نُقيّم المواقف والمبادئ والمُثل العُليا، ونُقارن مستوى بعض كُتّابنا الإنتهازيّين والوصوليّين، والمنزوعي الإنتماء الدّيني والوطني وغلأنسانيّ أيضا، في سبيل تحقيق شهرة زائفة وانتشار واهم....مع مستوى بعض الكُتّاب العالميّين الذين لا تنقصهم الشّهرة ولا المال ولا الإنتشار ولا التّرجمة أيضا.....
فالكاتبة الإيرلنديّة سالي روني تُرجمت رواياتها إلى لغات عدّة من بينها الصّينيّة لغة المليار ونصف نسمة...ولكنّها تحتكم على مجموعة من القيم الإنسانيّة، وعلى قراءة جيّدة لمواثيق حقوق الإنسان الكونيّة، تجعلها ترفض من موقف مبدئيّ ثابت ترجمة أعمالها للّغة العبريّة، ولتضع دولة الكيان في موقف مُحرج لا تُحسد عليه، رغم هرولة معظم الأنظمة العربيّة لركوب قطار التّطبيع....ومع الأنظمة يتسلّق الكثير من الكُتّاب والأكاديميّين المُرتزقين عربة التّطبيع.....دون إحساس بالخجل أو شعور بالإنتماء...أو تشبّع بذرّة من شرف....