"تعالوا نتحالف و نتآلف على إقصاء النّهضة و اجتثاثها و رمي قادتها و قواعدها في السّجون و المنافي، و التّضييق على من تبقّى منهم أو تعاطف معهم في عيشه و معيشته…ثمّ ننعم، وحدنا، بديموقراطيّة نصنعها على مقاسنا…و نضع تحتها شعار " لا ديمقراطيّة لأعداء الدّيمقراطيّة""
هكذا تحدّث زرادشت زعبع لدكاكين الأحزاب والشّخصيات الكرطونيّة، لكومبارس المعارضة ذات الأفخاذ الملساء ولأذناب الغلمان الموالين....
بعد رحيل بن علي، حامي الحمى و السّيستام…أوهمتنا الأحزاب الكرطونيّة رقيقة الملمس ، رفيقة الأمس (الأمس التّجمّعي أقصد)، و كومبارس المعارضة ذات الأفخاذ النّاعمة، أنّها مُنخرطة في الثّورة و مُتحمّسة لها…في حين أنّ تيّار الثّورة الجارف، رباعيّ الدّفع، كان أقوى من قوّة شدّها، و فرض عليها اتّخاذ موقف مُتماه مع الثّورة…بينما كانت تمارس الخديعة و تنبش تحت الأقدام، لترتدّ إلى ماضيها و تمارس عاداتها السّريّة…و تتحالف مع الأزلام…و تمنّي نفسها بكعكة "ديمقراطيّة حداثيّة تقدّمية" لا نصيب فيها للنّهضة…..
تلك هي أحزاب المعارضة في منظومة ما قبل الثّورة….. معارض ناعم انخرط في منظومة التّجمع…تجمّعي زئبقي انسلخ عن جلده وانحاز للمعارضة النّاعمة، ثمّ عاد بعد الثّورة للتّجمع، في ثوبه الجديد….
سيستام بن علي القديم، حيث يُعلن مرشّح رئاسي وأمين عام حزب معارض، بالصّوت العالي، أنّه سيساند وسينتخب بن علي رئيسا…. ويُناشده، بكلّ حرقة، التّرشح لرئاسيّات 14 بعد ألفين ما ينجّمها كان الزّين….. معارضة مُدجّنة ومُهجّنة، تستجدي أسباب بقائها من رضى الدّيكتاتور وحاشيته…
أنظروا للمعارضة الشّرسة، ذات الأنياب والمخالب، بعد انتخابات 2019…تلك هي المعارضة النّاعمة والمُتنعّمة بعطايا النّظام البائد قبل الثّورة، العائد بعدها…. أنظروا أسماء من أمضوا على عريضة سحب الثّقة عن رئيس البرلمان، في حركة حقد وعمى إيديولوجيّ بغيض، وستعرفون من هم، ومن والاهم، ومن تبنّاهم….
حرّاس معبد الدّيمقراطيّة الإستئصاليّة…. وكورس كنيسة العلمانيّة المتطرّفة… كلّ هذه الهلمّة…. وكلّ هذا الزّخم…وكلّ هذا اللّطم والتّلاطم، لن ينجح مساره العائد إلى الوراء…. ولن ينفعه نكوص ولا انتكاس….
عربة الثّورة تتقدّم بخطى ثابتة، صحيح أنّها خطى بطيئة وويئدة، ولكنّها تتقدّم…. وتنظر إلى الوراء، فقط، لتعتبر من أخطائه وزلّاته وهفواته ونكساته…. ما أجمل زرع الماضي، حين يكون عبرة…. ولكن ما أجمل حصاد الغد، حين نجني ثمرة….